قوة الخطية، وغلبة المسيح

Roma
قوة الخطية، وغلبة المسيح

قوة الخطية، وغلبة المسيح

يتزايد في العالم كل يوم الشر والمتاعب والظلام والصراع، سواء بين الدول أو بين الأشخاص، وذلك بسبب قوة الخطية

وتأثيرها الذي يسجن الإنسان داخل سلوكيات العداوة والفساد، لكن في وسط هذا الانحدار، تظهر حقيقة مجيدة:

غلبة المسيح أقوى وأعظم من كل خطية وسقوط. دعونا نقدم هذه الحقيقة من خلال السطور التالية في أفكار كتابية وروحية.

دخلت الخطية إلى العالم من خلال إغواء إبليس لحواء وآدم، فيقول الكتاب المقدس:

“بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ” (رومية 5: 12 )،

حيث دخلت الخطية إلى العالم بسبب آدم الذي جلب الفساد والدمار لكل الخليقة
والطبيعة البشرية أصبحت فاسدة، لديها الميل للعصيان والابتعاد عن الله.

فصارت الخطية طبيعة عند الإنسان: فقد يتصور البعض أن الخطية سلوك أو فعل يسهل الإقلاع عنه، لكن الحقيقة أنها اصبحت طبيعة للبشر،

فيقول بولس الرسول “ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ” (رومية 7: 18 )

لذلك لم يكن يُصلَح حال الإنسان بافتراض غفران الله له عن خطيته، لأنه سيعود ويفعل الخطية مرة أخرى،

بل رأى الله أن يجدد الطبيعة الفاسدة عند الإنسان. فنجد أن للخطية قوة داخلية تدفعنا نحو عمل الشر، فبولس يصرّح بأن الجسد لا يحمل صلاحًا ذاتيًا،

ويحتاج لتجديد الطبيعة وغلبة طبيعة الخطية.

فالخطية تقود لعبودية الإنسان، فيقول الكتاب المقدس:

“كل مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ” (يوحنا 8 : 34 ) فالخطية ليست حريّة بل عبودية والدليل أن الخاطئ ليس لديه الإرادة للإقلاع عنها،

والسقوط يكون تدريجيا وانحدارا داخليا لا يشعر به الإنسان أحيانا.

فالسقوط لا يحدث فجأة دائمًا، بل عبر مراحل: تهاون، فتساهل، فتعَوُّد، فعبودية. الشيطان يستخدم الإغراءات لتدريج السقوط.

ويقول الكتاب المقدس: “أجرة الخطية موت” (رومية 6: 23 )

فالنتيجة الأكيدة للخطية هي الانفصال عن الله، هذا الموت ليس فقط جسديًا، بل روحيًا وأبديًا لأن الله لا يحب الخطية ولا يتواجد الله والشر في مكان واحد.

ولكن لأجل ذلك جاء المسيح، جاء ليكسر قوة الخطية. يقول الكتاب المقدس:

“لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللَّهِ: لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ” (1 يوحنا 3: 8) فمجيء المسيح لم يكن هدفه فقط التعليم أو الشفاء،

بل تحريرنا من عبودية الخطية. فكلمة نقض أعمال إبليس تشير إلى تفكيك سلطانه وتأثيره،

فمات المسيح على الصليب ليدفع ثمن وأجرة خطيتنا الذي هو الموت، ودم المسيح يطهّرنا من كل خطية. يقول الكتاب المقدس:

( 1 يوحنا 1: 7) “وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ

وعلى هذا الثمن لا توجد خطية أقوى من دم المسيح، وهو يعمل تطهيرا عظيما وهذا التطهير ليس جزئيًا بل كليًا، لكل من يأتي إليه بتوبة حقيقية.

وهنا تظهر غلبة المسيح على الخطية، والغلبة لكل من يؤمن به وبعمل خلاصه وموته وفداءه، فهو الوحيد الذي دان الخطية فكان بلا خطية،

ونحن أكثر من غالبين إن آمنا به وتسلمنا منه غلبته.

( رومية 8: 37)”فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا”

فالنصرة ليست مجرد نجاة، بل انتصار كبير على الخطية، والمحبة التي أظهرها المسيح تعطينا قوة. فالسقوط في الخطية لم يصبح مصير الإنسان،

بل بغلبة المسيح ننتصير فالنصرة هي المصير، والغلبة خيارا أكيدا، تحتاج أن تأخذها وبقوة روح الله تنتصر على ضعفاتك ومتاعبك.

ونهاية الأمر كله، أن الخطية تقود للموت الروحي والانفصال عن الله، بينما خلاص المسيح وغلبة الخطية يقود للحياة الحقيقية مع المسيح، فاختر طريقك.

( تثنية 30: 19 )”قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ، الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ، فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ”

الكاتب: الدكتور الشيخ/ سامح فيليب

 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك