أنا هو نور العالم
Roma

أنا هو نور العالم
كان لمخترع المصباح الكهربائي فضل كبير أن ينير العديد من البيوت والشوراع والمصانع والشركات،
فتسير الحياة وكل متطلباتها في النور بطريقة أفضل وأوضح،
هذا فيما يختص بمصباح صغير مُخترَع ومَصنوع، ولكن هناك في المقابل نورًا يسمى، النور الحقيقي، وهذا النور هو غير مصنوع أو مخلوق،
لكنه هو مصدر النور الذي يستطيع أن ينير كل إنسان، وليس فقط أن ينير للإنسان.
وبكل تأكيد يوجد في داخل كل إنسان شوق أن يبحث عن هذا النور الحقيقي، ويعيش في النور، وأيضا تستنير عيناه فيرى كل الحقيقة بوضوح.
فالنور الحقيقي يطرد الظلمة والغش والكذب، وكل ما هو متوار خلف الحقيقة، فبعض الناس يحبون النور لأنهم يسيرون بصدق وبقلب نقي،
والبعض الآخر يبغضون النور لأنه يظهر ويفضح أعمالهم أنها شريرة.
قال الإنجيل المقدس:
ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ” يوحنا 8: 12 ».
فهذا الإعلان العظيم يبلور دور المسيح في حياة الإنسان، بل وفي كل العالم. وفي الكلمات التالية نقدم لك كيف أن المسيح هو “النور الحقيقي”،
وما معنى أنه “نور العالم”، وما الذي يقصده أن يقول عن نفسه أنه “نور الحياة”.
المحتوي
من هو نور العالم؟
قال يسوع:
“أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ.” يوحنا 8: 12
هذا إعلان إلهي واضح يشير إلى أن يسوع المسيح هو المصدر الإلهي للنور الروحي الذي ينير القلب والعقل والنفس من الداخل فالنور هنا لا يعني الضوء الجسدي فقط، بل الحياة الداخلية والتي تسير في الحق، والطهارة، كما أن النور الطبيعي يكشف الظلمة ويمنحنا القدرة على الرؤية،
كذلك نور المسيح يكشف أفكار قلب الإنسان وخفاياه وظلمة الخطية ويقودنا إلى الحق. لذلك من يتبع المسيح لن “يمشي في الظلمة”
(أي في الجهل، والخطية، والموت)،
بل سينال “نور الحياة” والحياة الأبدية المضيئة بحضور الله.
من هو نور الحياة؟
يوحنا 1: 4″“فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ
الحياة في المسيح ليست فقط حياة الجسد، بل هي حياة روحية، أبدية، مليئة بالسلام والمعرفة والمحبة الإلهية، والتي تقود سلوك من يؤمن به.
وهذه الحياة تصبح نورًا للناس، أي أنها ترشدهم، تنير طريقهم، وتجعلهم يرون الحق. فبدون نور المسيح، يعيش الإنسان في ظلمة روحية،
مهما بدا متعلمًا أو حاصلًا على أعلى الشهادات أو صاحب ثقافة وفكر. كل من يحيا في المسيح ينال حياة جديدة،
ويصير هو نفسه مُنارًا من الداخل ومنيرًا لمن حوله.
من يستطيع أن ينير الظلمة؟
“وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ” يوحنا 1: 5
الظلمة يتم ذكرها في الكتاب المقدس لترمز إلى الشر، الخطية، والابتعاد عن الله. أما النور (أي المسيح) دخل إلى عالمٍ مملوءٍ بالظلمة،
فأعلن عن نفسه، ولكن هناك من يرفضه وهناك من لا يفهمه. ولكن النور لم ولن ينهزم، لأن الظلمة لا تستطيع أن تلاشي النور.
فالمسيح لا يُهزَم من قوى الظلام، أما من يسير في نوره يتغلب على الخوف، الشك، واليأس، وكل قوة الخطية لأنه يسير في النور.
لماذا لابد أن تتبع النور؟
“فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْننَ يَذْهَبُ.
” يوحنا 12: 35، 36 مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ
يسوع يدعو الناس أن يسيروا في نوره، أي أن يؤمنوا به ويعيشوا بحسب تعاليمه فينيرهم النور،
فيصيرون أبناء النور الذين يعكسون نور المسيح في العالم، بسلوكهم وتقواهم لتأثير النور فيهم بالحق.
فهل أنت تعيش في نور المسيح وتعاليمه ووصاياه؟ هل قراراتك، علاقاتك، أفكارك، تنبع من نور الحق؟
فالإيمان بالمسيح لا يجعلنا فقط نستنير، بل يرى الناس فينا أيضًا نور المسيح ويستخدمنا نورًا لهم، فيروا فينا النور الحقيقي يسوع المسيح فيطلبون ذلك النور.
يقول الكتاب المقدس عن تجسد المسيح : ” كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ”.
يوحنا 1: 9
فلو كان النور الذي في العالم وقتيًا مخلوقًا، ثم ينقطع. فنور المسيح هو لا يزول بل ثابتًا كاملًا إلهيًا، ليس مخلوقًا.
صديقي القارئ:
الرب يسوع المسيح هو نور العالم ونور الحياة، لأنه هو وحده الذي ينير ظلمة الخطية والموت ويمنح نور الحياة لكل من يؤمن به،
ويعلن لنا الحق،ويدعونا لنصير نحن أيضًا أبناء النور في كلامنا وسلوكنا.
اختر أن تطلب النور لأنه يخلصك من ظلمة العالم وخداعه، والخطية التي مازالت في قلبك، لتعيش في النور الحقيقي،
لتكون لك حياة حقيقية واضحة وحرية من الشر والخطية، وفرح أبدي في المسيح.
الكاتب الدكتور الشيخ/ سامح فيليب