هدية عيد الميلاد، هديّة لا تفسد
Roma

هدية عيد الميلاد، هديّة لا تفسد
في ليلةٍ ساكنة، ومذودٍ بسيط، وصمتٍ يشبه الترقّب،
انحدر صوت الملاك يحمل بشرى، فوقفت الدنيا لحظةً، وأصغت.
فالميلاد ليس مناسبةً عابرة، بل نقطة نور، علامة سماوية تقول للقلب:
ها هو الله يقترب.
في هذا العيد، نلتفت عادةً إلى الهدايا الملفوفة بورقٍ جميل،
لكن هدية الميلاد الآتية من السماء لا تحتاج غلافًا، ولا شريطًا،ولا موسمًا.
المسيح هو الهديّة.
يقول ريك وارن في كتابه غاية الميلاد:
يحمل الميلاد ثلاث رسائل كبرى:
الاحتفال، لأن الله معنا،
والخلاص، لأن الله يحبنا،
والمصالحة، لأن الله يريد أن يعيدنا إليه كما كنّا في البدء.
واليوم دعني أسألك بهدوء: هل فتحت هديتك من الله؟
هل سمحت لقلبك أن يفرح بالخلاص؟
أن يغفر، أن يتصالح، أن يستريح بين يدي خالقه؟
لم يُعطنا الله المسيح لأننا كاملون، بل لأننا محبوبون، مغفور لنا،
وقادرون أن نبدأ من جديد.
هديّته لا تفسد، لا تنتهي بانتهاء العيد، ولا تتعلّق بالزينة ولا بالمظاهر
إنها تدخل إلى أعماقك، وتنير ظلامك الخفي في زمن الميلاد.
دع قلبك ينفتح بصمتٍ ومحبّة، واسأل نفسك بصدق: ما الذي أحتاجه من يسوع المسيح اليوم؟
فرح أم مغفرة أم راحة أم عودة؟
هو مستعد أن يعطيك كل هذا وأكثر.
وفي ليلة الميلاد، لكل من يشعر بالوحدة، لكل نفس مرّ عليها العيد بلا صوت، بلا حضن، بلا اسمٍ مكتوب على ظرف هدية، لكل من قال في سرّه
لا أحد يفكّر بي.
أهمس لك: هناك هدية باسمك، محفوظة عند الله، ليست ملفوفة بورق،
ولا مربوطة بشريط.
اليدان الممتدّتان على الصليب ما زالتا ممدودتين نحوك.
الميلاد ليس فرحًا فقط، إنه جبر، دفء، ونعمة تنزل من السماء على كل قلبٍ بردان، لكل قلبٍ مكسور، لكل من قال لا أحد يشعر بي.
الله يراك، يسمعك، وهديته لك أبديّة لتحيا بها، وتقوم بها، وتفرح حتى في وسط التعب.
في ليلة الميلاد، أُعلنت رسالة للكون، فرح عظيم، خلاص وسلام
الميلاد ليس احتفالًا فحسب، بل خطة حب إلهي موجّهة إليك أنت.
يقول الإنجيل: فتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم.
(متى 1: 21)
يسوع لم يأتِك بهدية، بل هو بشخصه الهديّة.
ويقول ريك وارن:
أعطاك الله أعظم هدية، جاء بنفسه، وعندما تعرف يسوع تكتشف المعنى الحقيقي للحياة.
لكل من يشعر بالوحدة، بالفراغ، بالثقل، أقول لك:
يد يسوع المسيح تريد أن تمسك يدك، قلبه مفتوح لك، وأمانته لا تتغيّر
للمريض، للوحيد، للبعيد عن أحبّته، اعلم:
لا نور أجمل من نور الرب، ولا شجرة تضيء كما يضيء القلب حين يسكنه الحب، كل كلمة طيّبة، كل دمعة مسحتها عن وجه غيرك
كل صلاة خرجت بصدق، هذه زينتك، وهذه أضواء شجرتك
الله يراك يشعر بك، ولم ينساك.
قد لا نضع نجمة فوق الشجرة، لكننا نستطيع أن نرى نجم الميلاد،
ينير الطريق، ويطمئن القلب، ويحتوينا.
لا تشعر أنك وحدك، الله يحبك في المسيح.
كل ألم يتحوّل رجاء، كل غصّة تصير زهرة، وكل فراغ يملؤه نوره،
ميلادك اليوم يبدأ من الداخل حين تقبل ذاك المولود بالجسد لأجلك،
شجرتك نور المسيح في قلبك، زينتها دموع صلاتك،
أضواءها قوة المسيح لخلاصك. وهدية الرب لك هي حضوره فيك،
جبر خاطر لكل قلبٍ متعب، وبيت دافئ لكل روحٍ بردانة بالوحدة والبعد عنه.
وفي ختام هذا الهمس أقول لكل واحد:
أنا أحبكم بحب المسيح، وهديتي لكم هي أمنيتي أن تقبلوا محبة ونور الله
في ميلاد المسيح وأنتم في حضن النعمة.
أنتم قريبون دائمًا من الهديّة.
التي لا تتغلف لا تتغير لاتنتهي، هو يسوع.
بنت الاجواد