عار أم افتخار؟!
Roma
صليبُ المَسيحيين: عار أم افتخار؟!
المحتوي
كان الصليب، وسيلة إعدام رومانية، شنيعة، تُستخدم مع المجرمين العتاة في الإجرام، وكان ميتة مؤلمة جدا، فيها ينزف المحكوم عليه، حتى يجف ماء جسده، وفيه تتمزق كل أنسجة الجسم، وكان الصليب إحدى اللعنات المذكورة في سفر التثنية بالعهد القديم، إصحاح 28.
مع هذا كله، نرى الرسول بولس يفتخر بالصليب، ويقول، “حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم”. (غلاطية 6: 14).
تُرى، ما السبب الذي جعل الرسول بولس يفتخر بالصليب، بدلا من الافتخار بمعجزات السيد المسيح، الخارقة للطبيعة، من شفاءات، وإقامة موتى، وسلطان على الشياطين؟!
نريد أن نوضح هذه الفكرة من مثل بسيط:
لو عائلة قررت أن تغير اسمها من عائلة (فلان)، إلى عائلة (المقتول!)؛ فأصبح أفرادها، جيلا وراء جيل، يُسمَّون بهذا الاسم، هنا إن رجعنا لأصل الموضوع، سنجد أن الجد الأكبر، كان رجلا ثوريا مناضلا، ضد القوى الاستعمارية، فقام الاستعمار بإعدامه، وقام على إثر ذلك الجموع، بثورة عارمة ضد المحتل، طردوه على إثرها، فصار مقتل الجد الأكبر مدعاةً للافتخار، وليس العار. وصار اسم (المقتول)، افتخارا بالحدث الجليل، وليس حبا في الإعدام، أو وسيلة الإعدام، إذ ترتَّب على إعدام الجَد، الحرية، وأن يتمتع أصحاب الوطن نفسه بالحرية والحقوق الكاملة.
لهذا قال الرسول بولس “حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح”.
يخبرنا الكتاب المقدس في رسالة القديس بولس إلى أهل رومية (3 :23) “إن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله”؛ عندما فشل الإنسان في إيفاء ثمن وعقوبة الخطية التي هي الموت، كان الحل الإلهي، وهو مجيء السيد المسيح إلى أرضنا لفدائنا، على الصليب بدلا عنا؛ ليمنحنا غفران الخطايا.
الصليب ليس علامة معلَّقة على الصدور، بل خطة إلهية عظيمة؛ لافتداء كل البشر على حد سواء، دون تمييز، بها تم تسديد جميع ديون الإنسان، فصارت له الحرية أن يأتي إلى الله؛ ويكون في تواصل حي مباشر معه.
لهذا يفتخر كل المسيحيين بالصليب، الشاهد الأعظم عن مدى محبة الله لجميع البشر، فموت السيد المسيح له كل المجد، لم يكن عن ضعف، بل عن حب قوي منتصر، وصل حدَّ التضحية!
المصادر
• مقالة: نعم الصليب لعنة وعار – القس بطرس فلتاؤوس
• إعداد: مينا نبيل