ضعفك في يديه ..قوة
Roma
آمن بالله لا بإنسان يؤمن بالله
قرأت قصة الملك يوآش ملك يهوذا منذ مدة، لقد كان من الملوك الذين صنعوا المستقيم في عيني الرب،
وأعاد ترميم هيكل الله بعد تقلده المنصب، ولكن يذكر الكتاب شيئًا هامًا عنه في بداية وصفه، فقد قال عنه:
“عمل يوآش المستقيم في عيني الرب كل أيام يهوياداع الكاهن”، هذا الكاهن هو الذي رباه وحماه من جدته عثليا،
كانت هذه الكلمات مقصودة حرفيًا؛ إذ بعدما مات يهوياداع الكاهن ترك يوآش الله وسمع لكلام رؤساء يهوذا،
وكأن إيمانه كان متعلقًا بوجود الكاهن، وحالما رحل، رحل إيمان يوآش معه.
أخطأ يوآش خطئان جعلاه يسقط، الأول أنه اهتم بترميم الهيكل ولم يهتم بترميم رؤساء الشعب وعقولهم،
فما فائدة المبنى إذا ظل عقل الشعب بل ورؤسائه أيضًا دون تغيير،
سيكون تغييرهم مؤقتًا إلى أن يوافق على الممارسات الخاطئة فيعودون إليها، لا أقول أن ترميمه للهيكل خطأ، بل أنه لم يقتلع المشكلة من جذورها،
وهي عدم تغيير رؤساء الشعب بآخرين يعبدون الله، والخطأ الثاني هي تعليق إيمانه على وجود الكاهن،
وعندما ذهب عنه الكاهن، ذهب عنه إيمانه، مما جعله يسمع كلام رؤساء شعبه في الابتعاد عن الله.
سأهتم هنا بما هو أهم، وهو تعليق إيمانه على أحد آخر، فقطعًا إذا كان إيمانه قويًا من البداية،
لِمَ أطاع الرؤساء حتى لو لم يغيرهم، وقد فعل شعب إسرائيل الخطأ نفسه سابقًا، حيث علقوا إيمانهم بوجود موسى،
وعندما اختفى، صنعوا البعل وقالوا:
“ هذه إلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر”، بعد كل ما رأوه في مصر،
يعبدون إلهًا آخر فقط لأن موسى اختفى.
عزيزي… نحن أيضًا نفعل هذا، نعلق إيماننا بشخص، قد يكون الكاهن أو أحد الوالدين أو أي شخص آخر نعتبره قدوة لنا،
وعندما يختفي أو يسقط من نظرنا، يضيع إيماننا معه؛ لأنه لم يكن مثبتًا على الأصل، شيء جيد أن نتخذ شخصًا قدوة لنا،
ونسعى لنكون مثله، لكن هذا لا يعني تعليق كل شيء به، لابد لنا أن ننمي إيماننا من خلال علاقة مباشرة مع الله دون وسيط، وهذا ما يريده الله منا، فهو يريد أن نكون على علاقة معه ونثبت فيه لا في إنسان، وهو أيضًا يسمينا أحباء:
” لا أعود أسميكم عبيدًا، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي.” (يوحنا 15: 15).