هل المسيح يكلم الاله؟

Roma
هل المسيح يكلم الاله؟

هل المسيح يكلم الاله؟

ثم كيف يقول المسيح للإله هذه هي الحياة الأبدية أيها الإله أن يعرفوك أنك أنت الإله الحقيقي ولاحظ قال كلمة (وحدك) ثم اعترف أن الله هو من أرسله؟ أليس المسيح هو الإله؟ لو كان هو الله حقاً كما تزعمون لقال ليعرفوك أني الإله الحقيقي وحدي أو ليعرفوا أنك أنت الأب وأنا الابن وهناك الروح القدس ونحن إله واحد ؟ أليس هذا من الدجل ؟

تُعتَبر الأصحاحات 13-17 من وجهة النظر الأدبية (أدب الكتابة) قطعة أدبية واحدة في شكل صلاة، ولذلك وبما أن سؤالك ورد في هذه القطعة الأدبية الطويلة، أنصحك أن تقرأ هذه الأصحاحات في جلسة واحدة لتأخذ فكرة صحيحة عما يدور فيها من أحداث.
في بداية هذه القطعة الأدبية في يوحنا 13. يتضح أن هناك خطة واضحة في حياة يسوع وإرساليته. فهو لا يتحرك بشكلٍ عشوائي بل كما يريه الآب هكذا يفعل. وهنا يتحدث يوحنا عن ساعة مهمة في حياة يسوع، تلك الساعة التي طالما تكلَّمَ عنها في أماكن عديدة، سواء هو أو البشيرون الآخرون اقرأ معي هذه الآيات لتعرف عن ما أقصده (مت 26: 45، 55؛ مر 14: 35، 41؛ يو 7: 30؛ 8: 20؛ 12: 23، 27؛ 17: 1). وأيضاً يعطينا في هذا الأصحاح معلومة مهمة، وهي انتقاله من هذا العالم ليعود إلى الآب!
أريد منك أن تنتبه لأني مضطر أن أقتبس بعض الآيات من خارج هذه القطعة الأدبية من أجل فهم هوية يسوع
في يوحنا 3: 13 يعطينا معلومة مهمة حيث يتحدث يسوع عن أن مصدره هو السماء بقوله “وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاء” فبينما يسوع يتحدث مع نيقوديموس يقول له إنه الآن موجودٌ في السماء!!
في يوحنا 3: 17 “أَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَم.” هنا الله يُرسل ابنه، وقد رأينا سابقاً معنى كلمة “الابن” بأنها المعادل لله باعتراف اليهود.
قارن يوحنا 3: 19 “النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ” مع يوحنا 12: 46 “أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ.”
في يوحنا 13: 3 “يسوع عالمٌ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجَ، وَإِلَى اللهِ يَمْضِي.” لاحظ هنا بأن يسوع خرج من عند الله وإليه يمضي. دليل آخر على مصدره الذي هو غير أرضي.
في يوحنا 16: 27ب-28 يتحدث يسوع عن أنه من عند الله خرج، وقد جاء إلى العالم، وسوف يترك العالم ويذهب إلى الآب. نفس الأمر ينطبق هنا.
في يوحنا 17: 18 “كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَم” هنا يتحدث يسوع عن المهمة التي استلمها من الآب بأنها سوف تكون نفس المهمة التي سيودعها للتلاميذ.
في يوحنا “قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا:«أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» فَقَالَ الْيَهُودُ:«أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟». فَقَالَ لَهُمْ:«أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالَمِ.” (يو8: 21-23)
في يوحنا 17: 5 “وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.” هنا يتحدث يسوع في صلاته (وأنا أستغرب كيف لم تنتبه لها وأنت تطرح تساؤلك؟) عن المجد الذي كان له عند الآب قبل تكوين العالم، أي قبل الخليقة.
وأخيراً، يوحنا 1: 1، 14 “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. . . وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.” فهنا في الآية الأولى نجد الكلمة في لاهوته، وفي الآية 14 نرى الكلمة في ناسوته (تجسده).
إذاً هوية يسوع سماوية وليست أرضية، وهي هوية أزلية ولم تبدأ عند ولادته في الجسد!!!
أجد أن لديك خلطاً كبيراً بين إرسالية المسيح وهويته. المسيح جاء لا لكي يُعبد وهو على الأرض, بل جاء كعبد متألم، يعلن محبة الله ويسدد قصاص الله حتى يصير هناك طريق بين الله والناس, لذلك فهو مرسل من السماء لأجل مهمة، وليس لأجل أن يعبد.
لذلك لا يمكن أن يكون السياق أنا هو الله فاعبدوني, بل أنا هو المرسل من قبل الله لكي أصالحكم معه. أنا هو الطريق لله، أنا هو الحق، أنا هو الباب الذي تدخلون من خلاله للحياة البدية. هذه إرسالية المسيح وليست هويته، والمطلوب أن نعرف محتوى إرساليته، وعندما صعد المسيح الى السماء, مجده الله فصرنا نسجد باسمه تماما كما هو مكتوب “لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ ِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.” (فيلبي 2: 7-12) لا يمكن أن يطالب المسيح بعبادته وهو على الأرض, ولكنه على الأرض مرسل من قبل الله لمهمة إلهية.
وقد أتمها على أكمل وجه لذلك نحن نجثو باسم المسيح ونعترف به رباً لمجد الله الآب. هل فهمت العلاقة؟
ملخص قصير
يسوع المسيح وهو يتكلم في صلاته، يتكلم كمرسل إلى البشر كعبد متألم نيابة عن كل البشر، لذلك لم يتكلم كي يعلن عن هويته التي هي الهية، بل حمل الله الذي يرع خطية العالم.

الكاتب/ عماد حنا

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك