هل الله لم يستطع حماية الكتاب المقدس؟

Roma

هل الله لم يستطع حماية الكتاب المقدس؟

(التحريف بين النفي واستحالة الإثبات)

تحريف الكتاب المقدس تُهمة أخلاقية بحق الله

(كتابُكم محرَّف)، بهذه الكلمات البسيطة، يتمُّ الطعن كثيرا على صحة الكتاب المقدس، لكنَّ القول بتحريف الكتاب، يعني اتهامًا ضمنيًّا لله، بأنه ضعيف (حاشاه)، ولا يستطيع أن يحافظ على كلمته المقدسة، التي أرسلها؛ ليكشف للبشر عن شخصيته، وهويته، ومبادئه الإلهية، التي تساعد الإنسان على اكتشاف وفهم حقائق أمور كثيرة، مثل صلاح الله، محبته العظيمة للإنسان، غفرانه، رحمته، مشيئته الرائعة لكل البشر، إلخ.
هنا نحن أمام سؤال بديهي جدًّا، قبل أن نتطرق للأسئلة المنطقية، كيف لكتاب الله هو مصدره، وكتاب بهذه الأهمية، والرسائل السامية، ولا يحميه الله من العبث أو التحريف؟!
أوا هل الله بهذا الضعف، حتى لا يستطيع حماية رسالة إلهية سماوية ضخمة بهذا الحجم، وهذه القيمة؟!
في حين أن الرسائل الهامة، سواء كانت رسائل شخصية، أو رسائل دبلوماسية، دائما ما تحظى بشتى أنواع الحماية والعناية والتقدير؟!
هنا حان الوقت أن نُخاطب كل باحث عن الحقيقة، لكن قبل أن نطرح بعض الأسئلة المنطقية،
دَعني أناشدك عزيزي، أن تتوجه بقلبك إلى الله، وتدعي معي هذا الدُّعاء البسيط:
(يا رب، أنا أبحث عن الحقيقة، ولا شيءَ غيرها، أنر عيني وقلبي على الحق، ولا شيءَ غير الحق، فلا أبتغي سوى معرفتك ورضاك، وألا أخسر حياتي بعد الموت!)
 

أسئلة بلا إجابة منذ مئات السنين

من الذي قام بعملية التحريف؟ أي: أسماء الأشخاص؛ بمعنى أنه إذا لم تكن هناك أسماء محددة، فنحن إذًا بصدد كلام مُرسَل.
أين تمَّ التحريف؟
متى تمَّ التحريف؟ الوقت بالتحديد.. في أيَّة سنة؟
أين كان الله وقت تحريف كلمته؟ ولماذا لم يتخذ ردة فِعل؟
كيف أثق في أيَّة قصة عن الله بعد هذا، مادام الناس قادرين على تغيير كلامه؟
ما ذنب الناس الذين خُدِعوا وآمنوا بكتاب محرَّف؟
 
كما أن كلمة “تحريف” لا يمكن إثباتها عمليًا إلا بالمقارنة:
أي مقارنة الإنجيل الأصلي، بالإنجيل الذي يُقال بتحريفه، والمقارنة تُظهر:
• أين يوجد ذلك التحريف؟
• في أي فصل أو فصول من الإنجيل تمَّ التحريف؟
• أو في أي الآيات؟
• أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه، يكون هذا الاتهام خطيرا، بلا بينة، بلا دليل، بل إثبات، بلا بحث علمي.

التحريف بين المنطق واللا منطق

هل كل اليهود، وكل المسيحيين، حرَّفوا كل الكتاب؛ لأن لو كان بعضهم فقط هو من فعل ذلك، فالأكيد أن البعض الآخر كان سيرد عليهم.
توجد آلاف المخطوطات للعهدين: الجديد والعهد القديم، فلو تعرَّضت هذه المخطوطات للتحريف؛ معناه، أنها احتاجت لآلاف الأشخاص ليحرفوها.
تمت ترجمة الكتاب إلى كل لغات العالم، فالذي يريد التحريف يجب عليه أن يحرف كل الترجمات في كل اللغات.
ليتم التحريف يجب أن يتفق كل الناس في كل الدنيا على هذا، وأن يقوموا بهذا العمل كل الترجمات، في وقت لم تكن فيه وسائل تواصل حديثة، ولا وسائل تنقل. وهل الله يمكن أن يصمت على فِعلٍ كهذا؟

انتشار المسيحية في وقت قليل ووحدة الكتاب

المسيحية والإيمان المسيحي انتشرا في وقت قصير جدًّا جدًّا في أوروبا، آسيا، وإفريقيا. وتمت ترجمة الكتاب المقدس من العبرية واليونانية لكل لغات العالم في هذا الوقت. والسؤال: إذا كان شخصٌ ما أو مجموعة ما أقدمت على تحريف الكتاب، فهل كل هؤلاء الناس في كل هذه الأماكن اتفقوا على هذا؟ يبدو الأمر صعبًا…
الكتاب المقدس كتبه 30 كاتبًا من ثقافات وبيئات وأماكن وأزمنة ونفسيات مختلفة، على مدار 1600 سنة وكان موضوعه واحدًا وهدفه واحدًا وكلهم أكدوا على كلام بعضهم البعض.
أخيرًا التحريف فكرة تطعن في نزاهة الله وأمانته وقدرته على حفظ كلمته… وتطعن في صلاحه، وحاشا وألف حاشا، أن يكون الله هكذا.
لا تنسَ أن تجيب عن الأسئلة التي سألناها أولًا حتى لا يكون الكلام عن التحريف كلامًا مرسلًا. 
بقلم: مينا نبيل
مواضيع تهمك
شارك اصدقائك