صِفات إلهيَّة في حياتك اليوميَّة!

Roma
صِفات إلهيَّة في حياتك اليوميَّة!

صِفات إلهيَّة في حياتك اليوميَّة!

يتميَّز اللهُ بصفاتٍ مطلقة، لا يُشاركه فيها أحدٌ من البشر، مثل أنَّه: كُلِّيُّ العلم، فهو مَن يعرف كلَّ شيءٍ في كل زمانٍ ومكان، وكُلِّيُّ القدرة، أزليٌّ بلا بدايَّة، أبديٌّ بلا نهايَّة، لا يتغيَّر أبدًا؛ لأنَّه “ٱلْكائِنُ وَٱلَّذِي كَانَ وَٱلَّذِي يَأْتِي” (رؤيا ١: ٤ )
لكنَّ الجميلَ والرائع أنَّ هناك صفاتٍ أخرى شاء الله، في محبته وصلاحه، أنَّ يُشرِك الإنسانَ فيها؛ كالصفات الأخلاقيَّة والرُّوحيَّة التي تُعبِّر عن قلبه الأبوي، وقد دعانا عبر كلمته المقدسة أنَّ نعيشها؛ لنكون شهودًا له في هذا العالم.
مع العِلم أنَّ هذه الصفات ليست كلماتٍ أو صفاتٍ محفوظةً في الكتب، بل هي طريقٌ للحياة اليوميَّة، وفرصة لنُظهِر صورته المجيدة في سلوكيَّاتنا، وتصرُّفاتنا، وعَلاقاتنا مع الآخرين.

❖ كن صالحًا لأنَّ إلهك صالح

أولى الصفات التي يدعونا الله أنْ نعيشها: هي الصلاح. فالله صالح في ذاته، وكلُّ ما يصدر عنه خيرٌ؛ لأنَّ أعمالَه كُلَّها نابعةٌ من قلبٍ طاهرٍ مليءٍ بالرَّحمة والنِّعمة!
وعن صلاح الرَّبِّ يقول الكتاب المقدس:
“ٱلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذٰلِكَ يُعَلِّمُ ٱلْخُطَاةَ ٱلطَّرِيقَ.” (مزمور ٢٥: ٨)
يقول أيضًا:
“ٱحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ رَحْمَتَهُ.” (مزمور ١٣٦: ١)
كما جاء به ضمن آياتٍ أُخر كثيرةٌ جدًّا:
“ٱلرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ.” (مزمور ١٤٥: ٩)
والحقيقة أنَّ صلاح الله ليس فقط في أقواله، بل في أفعاله وأحكامه وتدبيره لحياة أولاده. لذلك، إن أردتَ أنْ تفحص مدى صلاح ما تفعله، سَلْ نفسك دائمًا: “هل هذا العمل يُرضي الله؟ هل ينسجم مع صلاحه؟”إن كان الجواب نعم، فهذا هو الصلاح الحقيقي.

❖ لتكن لك نفسُ محبَّة الرَّب

الصفة الثانيَة هي “المحبَّة”. الله محبة. لكن هذه المحبَّة ليست نظريَّةً، بل حقيقيَّةٌ عمليَّةٌ، بها تضحيةٌ وعطاء؛ كما أنَّها ليست مشروطةً أو متغيِّرة، بل ثابتةٌ دائمة، وقد ظهرت وتجلَّت في أروع وأبهى صورها حين مات ربُّ المجد، مُخلِّصنا الفادي الحبيب يسوع المسيح، لأجلنا:
o “لٰكِنَّ ٱللَّهَ يُبَيِّنُ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لِأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا.” (روميَة ٥: ٨)
o “لِأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللَّهُ ٱلْعَالَمَ، حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّة.” (يوحنّا ٣: ١٦)
تدعونا هذه المحبة أنْ نُحب بعضنا بعضًا تمامًا كما أحبَّنا الرَّبُّ؛ ذلك بمحبةٍ عاملة، تُترجم إلى عطاء وخدمة!
بذلك؛ فأنْ تُحب يَعني أنْ تُعطي من وقتك، مالك، جهدك، حتى من راحتك؛ لأجل من حولك.

❖ كن مقدَّسًا.. وعادلًا.. ورحيمًا

● مُقدَّس!

الله قدوس. وقداسته تَعني أنه منفصلٌ عن كل شرٍّ وخطيَّةٍ، مُنزَّهٌ عنهما بالكُلِّيَّة! كما أنَّ كل ما يخصه مقدَّسٌ أيضًا: كلمته، بيته، حضوره، وكل من يتبعونه.
● “كُونُوا قِدِّيسِينَ، لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ.” (١بطرس ١: ١٦)
● لهذا تُوصينا كلمة الله: “ٱطْلُبُوا ٱلسَّلَامَ وَٱلْقَدَاسَةَ، ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ.” (عبرانيين ١٢: ١٤)

● عادل!

ولأنَّ الله عادلٌ، هو لا يظلم أحدًا. فكل طرقه حقٌّ وميزانُه مستقيم، وهو لا يُحابِي أحدًا:
o “صَدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ.” (التثنيَّة ٣٢: ٤)
o “لِأَنَّ ٱلرَّبَّ عَادِلٌ، وَيُحِبُّ ٱلْعَدْلَ.” (مزمور ١١: ٧)
أمَّا عَنَّا كمؤمنين، فقد دُعِينا لنعيش هذه العدالةَ في قراراتنا وسلوكنا وعلاقاتنا.

● رحيم!

أمَّا الرَّحمة، فهي ثمرة محبة الله، الذي هو كثير الرحمة، طويل الأناة، لا يُسرُّ بعقاب الإنسان، بل يترأف ويغفر:
o “ٱلرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ، وَكَثِيرُ ٱلْإِحْسَانِ وَٱلْوَفَاءِ.” (خروج ٣٤: ٦)
o “لِأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ.” (٢صموئيل ٢٤: ١٤)

دعوتنا أنَّ نكون مقدَّسين في قلوبنا، عادلين في تعاملنا، رحماء في مشاعرنا. هكذا نُعلن مَن هو إلهنا.
ختامًا.. الصفات التي دعانا الله لنعيشها هي: الصلاح، المحبَّة، القداسة، العدل، والرحمة. وهي ليست صفاتٍ بعيدةً عنَّا، بل قريبةٌ من القلب الذي يريد أنَّ يُرضي الرَّبَّ. وكل صفةٍ منها تحمل معناها في الحياة، وتدعونا لنكون صورة الله الحيَّة على الأرض. فإن أردنا أنَّ نُظهِر مجده في عالمنا الفاني الزَّائل، فلنبدأ بأن نعيش هذه الصفات في بيتنا، كنائسنا، أشغالنا، بل كل تعاملاتنا.

الكاتب/ الدكتور القِس هاني ظريف، راعي الكنيسة الإنجيليَّة بالملك الصالح

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك