يهود الأرض
Roma

يهود الأرض
في توقيت الكنيسة الأولى، كان هناك فرقٌ ملحوظٌ بين المؤمنين اليهود الذين أصبحوا جزءًا من الحركة المسيحيَّة الناشئة
(والذين كانوا في الغالب يسكنون في اليهوديَّة) وبين المواطنين اليهود الآخرين الذين لم يقبلوا يسوع المسيح كالمسيَّا. يمكن تلخيص هذه الفروق في عدَّة جوانب:
المحتوي
الإيمان بيسوع المسيح
• المؤمنون اليهود (المسيحيُّون الأوائل):
آمنوا بأنَّ يسوع الناصريَّ هو المسيح الموعود به في الكتب المقدَّسة اليهوديَّة، وأنَّه مات وقام من الأموات لخلاص البشريَّة. قبلوا تعاليمه ورسالته.
• اليهود الآخرون:
لم يؤمنوا بأنَّ يسوع هو المسيح. استمرُّوا في انتظار المسيَّا الموعود به ضمن فهمهم الخاصِّ للنصوص النبويَّة.
فهم الشريعة والعهد
• المؤمنون اليهود: رأوا أنَّ يسوع قد أتمَّ الشريعة الناموسيَّة وأسَّس عهدًا جديدًا مع الله من خلال دمه. بينما استمرُّوا في احترام الشريعة، فهموا أنَّ الخلاص يأتي بالإيمان بيسوع وليس بأعمال الناموس (مع وجود اختلافاتٍ في وجهات النظر حول كيفيَّة تطبيق الشريعة في حياة المؤمنين).
• اليهود الآخرون: استمرُّوا في الالتزام الكامل بالشريعة الناموسيَّة باعتبارها الوسيلة الأساسيَّة للعهد مع الله والعيش في طاعته.
العبادة والممارسات الدينيَّة:
• المؤمنون اليهود: استمرُّوا في البداية في التردُّد على الهيكل والمشاركة في بعض العادات اليهوديَّة،
لكنَّهم أضافوا إلى ذلك عبادة يسوع باعتباره الربَّ والمسيح، والاجتماع معًا للصلاة وكسر الخبز (الذي أصبح يُعرف لاحقًا بالعشاء الربَّانيِّ).
• اليهود الآخرون: استمرُّوا في ممارسة شعائرهم الدينيَّة التقليديَّة في الهيكل والمجامع، مركِّزين على الشريعة والطقوس والتقاليد اليهوديَّة.
النظرة إلى الأمم:
• المؤمنون اليهود: بعد رؤيا بطرس وقبول الأمم في الكنيسة (كما هو مسجَّلٌ في سفر الأعمال)،
بدأوا يفهمون أنَّ رسالة الخلاص موجَّهةٌ لجميع الأمم وليس لليهود فقط.
• اليهود الآخرون: ظلُّوا بشكلٍ عامٍّ يرون أنفسهم شعب الله المختار وأنَّ العهد والوعود الإلهيَّة خاصَّةٌ بهم.
كانت هناك تحفُّظاتٌ كبيرةٌ تجاه الأمم ودخولهم في عهد الله.
المجتمع والانتماء:
• المؤمنون اليهود: بدأوا يشكِّلون مجتمعًا جديدًا يتمحور حول الإيمان بيسوع. على الرغم من أنَّهم كانوا في البداية جزءًا من المجتمع اليهوديِّ الأوسع،
إلا أنَّ اختلافاتهم العقائديَّة بدأت تخلق توتُّراتٍ وانقسامات.
• اليهود الآخرون: استمرُّوا في الانتماء إلى المجتمع اليهوديِّ التقليديِّ، الذي كان متجذِّرًا في الدين والثقافة والتاريخ المشترك.
السلطة الدينيَّة:
• المؤمنون اليهود: اعترفوا بسلطة الرسل الذين شهدوا ليسوع وقاموا بتعليم تعاليمه.
• اليهود الآخرون: استمرُّوا في الاعتراف بسلطة قادة الدين اليهوديِّ مثل الكهنة والكتبة والفريسيِّين والصدُّوقيِّين.
باختصار:
في الكنيسة الأولى، كان المؤمنون اليهود في اليهوديَّة يشتركون مع بقيَّة السكَّان اليهود في خلفيَّتهم الثقافيَّة والدينيَّة، لكنَّهم تميَّزوا عنهم
بشكلٍ أساس بإيمانهم بأنَّ يسوع هو المسيح الموعود به.
هذا الإيمان أدَّى إلى اختلافاتٍ في فهمهم للشريعة والعهد، وفي ممارساتهم العباديَّة، ونظرتهم إلى الأمم، وولائهم الروحيِّ. بمرور الوقت،
أ دَّت هذه الاختلافات إلى انفصالٍ متزايدٍ بين الحركة المسيحيَّة الناشئة واليهوديَّة التقليديَّة.
المصدر: ملخَّصة عن كتاب “المجتمع اليهوديُّ في عصر المسيح” مع كتاب “قصَّة الكنيسة الأولى
اعداد/ عماد حَنَّا