الرُّوح القُدُس
Roma

الرُّوح القُدُس
هو روح الله، الله ليس بعيدًا عنَّا يسكن في السماء فقط، بل أرسل روحه الذي هو قوَّة الله الفاعلة وحضوره الحيُّ في حياتنا.
الرُّوح القُدُس هو مثل نَفَس الله الذي يملأنا بالحياة والقوَّة والحكمة. إنَّه المعزِّي الذي يقف بجانبنا في الصعاب،
والمرشد الذي يدلُّنا على طريق الحقِّ، والقوَّة التي تمكِّننا من فعل الخير ومحبَّة الآخرين. إنَّه الله نفسه يعمل في قلوبنا. لنقترب أكثر،
ونرى ما يفعله الرُّوح القُدُس.
المحتوي
الرُّوح القُدُس هو قوَّة الله الفاعلة:
في بداية الكتاب المقدَّس، نقرأ عن عمل الرُّوح القُدُس في الخلق:
“وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ” (تكوين 1: 2).
هنا نرى الرُّوح القُدُس يعمل بقوَّةٍ لتشكيل الخليقة.
الرُّوح القُدُس هو حضور الله فينا:
قال يسوع لتلاميذه عن الرُّوح القُدُس: “
وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الأبِ، فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ للأبد، رُوحَ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ؛
لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فتعرفونه؛ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ، وَسَيَكُونُ فِيكُمْ” (يوحنَّا 14: 16-17).
هنا يؤكِّد يسوع أنَّ الرُّوح القُدُس سيسكن في المؤمنين.
الرُّوح القُدُس هو المعزِّي والمرشد:
صف يسوع الرُّوح القُدُس بأنَّه “المعزِّي” أو “المعين”:
“وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوح القُدُس الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الأبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ” (يوحنَّا 14: 26).
الرُّوح القُدُس يعلِّمنا ويذكِّرنا بتعاليم المسيح، ويمنحنا العزاء في أوقات الحزن.
الرُّوح القُدُس يمنح القوَّة والوزنات الروحيَّة:
وعد يسوع تلاميذه بالقوَّة بعد حلول الرُّوح القُدُس عليهم: “لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوح القُدُس عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي
شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ، وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ” (أعمال الرسل 1: 8).
ويذكر بولس الرسول مواهب الرُّوح القُدُس المتنوِّعة التي تُعطى للمؤمنين لبنيان الكنيسة:
“فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ، وَلِآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلِآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلِآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ،
وَلِآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ، وَلِآخَرَ نُبُوَّةٌ، وَلِآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ، وَلِآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ، وَلِآخَرَ تَرْجَمَةُ الأَلْسِنَةِ. وَلكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ عَيْنُهُ،
قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ” (كورنثوس الأولى 12: 8-11).
بإيجاز:
الرُّوح القُدُس هو الله العامل في حياتنا، يمنحنا القوَّة، ويعزِّينا، ويرشدنا، ويمكِّننا من أن نكون شهودًا للمسيح، ونعيش حياةً مقدَّسة.
إنَّه ليس مجرَّد قوَّةٍ مجرَّدة، بل هو شخصٌ إلهيٌّ، الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس.
المراجع: العهد الجديد، دائرة المعارف الكتابيَّة
الكاتب / عماد حنا