بطرس الرسول
Roma

بطرس الرسول
الصخرة التي أُعيد بناؤها
وُلد سمعان في بيت صيدا، صيَّادًا بسيطًا في الجليل. لم يكن متعلِّمًا، ولم يطمح في السياسة أو الكهنوت. كان يحمل شباكه كلَّ صباحٍ ويعود بها مساءً. لكنَّ شيئًا ما تغيَّر حين مرَّ يسوع بجانبه وقال: «اتبعني، فأجعلك صيَّادًا للناس».
سُمِّي بطرس أي “الصخرة”. لكنَّه لم يكن صخرةً في بدايته. كان مندفعًا، عاطفيًّا، يسهل أن يسقط في لحظة الخوف. هو من قال “أنت هو المسيح ابن الله الحيِّ“، وهو نفسه من أنكره ثلاث مرَّاتٍ في ساحة الكهنة. ولكنَّه بكى… بكى بكاءً مرًّا، ومن تلك الدموع بدأ التكوين الجديد.
كان بطرس حاضرًا في التجلِّي، وفي العليَّة، وفي الحديقة، لكنَّه لم يكن جاهزًا للقيادة حتَّى انكسرت أنانيَّته تمامًا. حين ظهر له المسيح بعد القيامة وسأله ثلاث مرَّاتٍ: “أتحبُّني؟”، كانت الإجابة المكرَّرة ليست تأكيدًا للحبِّ، بل إعلانًا للتكليف: “ارعَ غنمي”.
في يوم الخمسين، صار بطرس أوَّل كارزٍ للإنجيل. عظةٌ واحدةٌ فقط، ثلاثة آلافِ نفسٍ. لم يعد يخاف لا من سيفٍ ولا من حبسٍ. شفى المرضى، أقام موتى، وتعرَّض للضرب والسجن أكثر من مرَّة.
بحسب التقليد، استشهد بطرس في روما، مصلوبًا رأسًا على عقب. قال: “لست مستحقًّا أن أُصلب مثل سيِّدي”. وهكذا، من صيَّادٍ في الجليل، صار رمزًا للإيمان، وسندًا للكنيسة الأولى.
المراجع: العهد الجديد، تاريخ الكنيسة الأولى.
الكاتب عماد خنا