السامرة

Roma
 السامرة

    السامرة

من الناحية الجغرافيَّة والتاريخيَّة، يعتبر إقليم السامرة منطقةً ذات أهميَّةٍ كبيرةٍ في تاريخ الشرق الأدنى القديم والكتاب المقدَّس. إليك نظرةٌ عامَّة:

من الناحية الجغرافيَّة:

• الموقع: تقع السامرة في قلب فلسطين التاريخيَّة، بين منطقة الجليل في الشمال ومنطقة يهوذا في الجنوب.

تحدُّها من الغرب السهل الساحليُّ للبحر الأبيض المتوسِّط ومن الشرق غور الأردن.

• التضاريس: تتكوَّن السامرة بشكلٍ أساس من تلالٍ خصبةٍ ووديانٍ ضحلة. تتميَّز بتضاريسها الوعرة نسبيًّا مقارنةً بالسهل الساحليِّ أو غور الأردن.

• الموارد المائيَّة: تعتبر السامرة منطقةً غنيَّةً نسبيًّا بالمياه مقارنةً بالمناطق الجنوبيَّة الأكثر جفافًا في يهوذا.

توجد فيها العديد من الينابيع والأودية الموسميَّة التي تساهم في خصوبة أراضيها.

• المدن الرئيسة: كانت مدينة السامرة (التي تأسَّست في القرن التاسع قبل الميلاد) عاصمة الإقليم وأهمَّ مدنه.

مدنٌ أخرى مهمَّةٌ تاريخيًّا تشمل شكيم (نابلس حاليًّا) وسبسطيَّة (أطلال مدينة السامرة القديمة).

من الناحية التاريخيَّة:

• المملكة الشماليَّة لإسرائيل: بعد انقسام مملكة إسرائيل الموحَّدة بعد وفاة الملك سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد،

أصبحت السامرة عاصمةً للمملكة الشماليَّة لإسرائيل (التي عُرفت أيضًا باسم مملكة إفرايم).

استمرَّت هذه المملكة حتَّى سقوطها على يد الآشوريِّين في عام 722 قبل الميلاد.

• الاحتلال الآشوريُّ والسامريُّون:

قام الآشوريُّون بترحيل جزءٍ كبيرٍ من سكَّان المملكة الشماليَّة وأسكنوا مكانهم مجموعاتٍ أخرى من مناطق مختلفةٍ في إمبراطوريَّتهم.

اختلط هؤلاء السكَّان الجدد مع بعض السكَّان الإسرائيليِّين الذين بقوا، ونشأت عن هذا الاختلاط مجموعةٌ عُرفت باسم السامريِّين.

الاختلاف الدينيُّ: طوَّر السامريُّون ديانةً مختلفةً عن اليهوديَّة الأرثوذكسيَّة في مملكة يهوذا الجنوبيَّة. كان لديهم نسختهم الخاصَّة

من التوراة (التوراة السامريَّة) ويعبدون في جبل جرزيم بالقرب من شكيم بدلًا من الهيكل في القدس. هذا الاختلاف الدينيُّ خلق عداءً عميقًا بين اليهود والسامريِّين.

الفترة الهيلينستيَّة والرومانيَّة: خضعت السامرة للحكم الهيلينستيِّ ثمَّ الرومانيِّ. أعاد هيرودس الكبير بناء مدينة السامرة وأطلق عليها اسم سبسطيَّة تكريمًا للإمبراطور أغسطس.

العهد الجديد: تلعب السامرة دورًا مهمًّا في العهد الجديد. زار يسوع المسيح السامرة وتفاعل مع السامريِّين، متجاوزًا بذلك العداوة التقليديَّة. من الأمثلة الشهيرة قصَّة السامريِّ الصالح (لوقا 10: 25-37) ولقاء يسوع مع المرأة السامريَّة عند البئر (يوحنَّا 4: 1-42).

بشَّر الرسل أيضًا في السامرة وحقَّقوا نجاحًا (أعمال الرسل 8).

الفترات اللاحقة: استمرَّت السامرة كإقليمٍ تحت الحكم البيزنطيِّ والإسلاميِّ. تقلَّص عدد السامريِّين تدريجيًّا عبر القرون، لكن لا تزال هناك طائفةٌ صغيرةٌ من السامريِّين تعيش حتَّى اليوم بالقرب من نابلس.

الكاتب عماد حنا

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك