عار أم افتخار؟!

Roma

صليبُ المَسيحيين: عار أم افتخار؟!

كان الصليب أيضا أكثر أنواع الموت ألما، إذ فيه تتمزق كل أنسجة الجسد بطريقة مؤلمة جداً، كما يجف الماء الموجود في الجسد لكثرة النزيف والإرهاق الجسدي.

ويقول الرسول بولس في رسالة غلاطية (3: 13) “ملعون كل من علق على خشبة” وفي العهد القديم كان الصليب يعتبر لعنة وتكون عليه كل اللعنات التي ذكرت في سفر التثنية أصحاح 28.

هذا كله، ثم جاء الرسول بولس ليقول “حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم”.

تُرى، ما الذي جعل الرسول بولس يفتخر بالصليب..؟ ونجده هنا يفتخر بأن سيده المَسيح أعدم على أداة إعدام بشعة. ألم يكن هناك شىء أجمل يفتخر به؟ أما كان يجب أن يفتخر بأن سيده وقائده قد أقام موتى، وفتح عيون عميان، وشفى برص، وأقام مفلوجاً.

لكن الافتخار بوسيلة إعدام بشعة وبنهاية غير سعيدة لابد أن يكون وراءها سر لا نعرفه، وثمرة مباركة أدركها الرسول بولس، فدفعته لهذه الشهادة الغريبة، والافتخار العجيب،

نريد أن نوضح هذه الفكرة من مثل بسيط:

كانت هناك عائلة قررت أن تغير اسمها من عائلة نخلة إلى عائلة المشنوق، وأصبح أفرادها يسمون بهذا الاسم، بل الأكثر من وضعوا على صدور نسائهم علامة المشنقة، ورجالهم أيضا طبعوا على أيديهم نفس العلامة، فتحير الناس، وجاء أحدهم وسأل كبير العائلة… لماذا هذا التغيير؟ ألم يكن اسم نخلة أفضل من المشنوق؟ فرد عليه وقال جدنا الأكبر نخلة كان رجلا ثوريا مناضلا ضد الاستعمار. وعبأ الرأى العام ضد المحتل وكون خلايا لمناهضته. فما كان المستعمر إلا أن شنق الجد نخلة. فقام الشعب بثورة عارمة طرد على إثرها المستعمر، وتحررت البلاد ونالت استقلالها. لهذا قررت عائلتنا أن تغير اسمها إلى عائلة المشنوق الذي مات في سبيل تحرير الوطن، وقررنا أن نأخذ المشنقة علامة لنا. ليس حبا في الشنق أو المشنقة كأداة إعدام بشعة، لكن كوسيلة قدم جدنا نفسه عليها من أجل الجميع، ليتمتع كل فرد في الوطن بحرية حقيقية كاملة.

على ذات المنوال قال الرسول “حاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح” عندما أخطأ الإنسان فكان لابد أن يتبرر الإنسان أمام الله لذلك قال أيوب: ” كيف يتبرر الإنسان أمام الله ويقول الكتاب في رومية (3 :23) “إن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله” لقد بحث الإنسان عن وسائل كثيرة للفداء وغفران الخطايا، ولكنها كانت غير كافية ومؤقتة. وعندما فشل الإنسان كان عند الله الحل، وهو مجىء السيد المسيح لفدائنا، وأن يموت على الصليب بدلا عنا ليمنحنا غفران الخطايا.

والصليب ليس مجرد علامة مصنوعة من خشب أو ذهب أو فضة تعلق على الصدور، ولكن خطة الله لفداء الإنسان من خلال موت المسيح وقيامته. لهذا جميع ديون الإنسان قد سددت، وله الحرية الآن أن يأتى إلى الله؛ لأن الطريق أصبح مفتوحا أمامه.

لهذا يفتخر المسيحيون بهذا العمل الذي يعبر عن مدى محبة الله لجميع البشر، لهذا موت المسيح لم يكن عن ضعف، بل كان هذا حسب مشيئة الله وخطته المرسومة لنا، والذي مات وتمم مشيئة الله قد قام من الموت منتصراً عليه، وأصبح القبر فارغا.

أخي العزيز هذه فرصتك للإيمان بالمسيح الذي قدم نفسه للموت عوضا عنا ليقدم لنا الخلاص من الخطية وعقابها، فكل من آمن به تمتع بغفران الخطايا وحياة أبدية مع المسيح. 

بقلم / القس بطرس فلتاؤس

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك