توقف، لقد اختارك الله

Roma
توقف، لقد اختارك الله

توقف، لقد اختارك الله

   هل تصدق أن الله اختارك قبل تأسيس العالم لأمور صالحة سبق وأعدها لك من خلال المسيح؟
فهو لم يختارك لجهنم أو للموت.
“كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ،” ( الرسالة إلى مدينة أفسس 1: 4)
فيعلن الكتاب المقدس لفظ -اختارنا فيه- فهو أول تعبير عن إعلان إمكانية إلتحام البشرية واتحادها بيسوع المسيح ابن الله قبل تجسده. بينما كانت الأرض البشرية مازالت في غربة وخراب وفساد وبعيدة عن الله. ولكن هذا وضوح لاتحاد البشرية بالمسيح بالاختيار الذي تم لنا في المسيح هناك منذ الازل .
لم يوجد فينا امتياز.
“بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ.” (1 كو 1: 27).

فلم تكن لدينا أية مؤهلات أو أعمال صالحة أو منظر أو جمال. لم نكن حكماء ولم نكن أقوياء ليختارنا الله، ولم توجد لدينا أية علاقة بالله مرضية له كي تعفينا في دينونة الخطية والشر الذي يعيش فيه الإنسان يوميًا.

لماذا اختارنا الله؟

هناك عدة أسباب مجيدة ومفرحة، ولكنني أختار واحدًا منها ليوضح عمق محبة الله وغنى نعمته للبشر.
ومن الشائع أننا لو سألنا أي إنسان عن منظر ابنه أو ابنته فيقول أنه يراه أجمل طفل في العالم لأنه يحبه ولأنه ابنه ويرى نفسه فيه.
فكان في قصد الله أن يرى الإنسان مشابهًا لابنه يسوع المسيح القدوس البار الكامل في كل شيء.
لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.” (الرسالة إلى مدينة رومية 8: 29).

فتشير الآية أن الله يريد أن يرى الإنسان المخلوق في مقامٍ عالٍ من الحياة الروحية الغالبة والمقدسة والمجيدة ليشابه ابنه الرب يسوع الغير مخلوق، وهذه المشيئة هي كافية أن تعطي الدافع وقوة الإرادة لكل إنسان يرغب أن يترك خطاياه وهزيمته وسقوطه ويأتي إلى غلبة المسيح وبره وقداسته، في طبيعته، وفي سلوكه حينما عاش على الأرض، وفي مجده يشترك في ملكوت السموات في الأبدية. كل ما رأيناه في المسيح وآمنا به سيكون لنا مثله حال دخولنا في خطة الله وقبولنا قصده. لنكون مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرًا.

والسؤال أيضا : متى قد اختارنا؟

الإجابة هي: من قبل تأسيس العالم، في قصد الله قبل الخلق، فكان الله يؤسس الحياةياة الأبدية للإنسان قبل تأسيس العالم، والحياة المجيدة الغالبة.
وكما أن الابن يسوع المسيح جاء متجسدًا وعاش حياة البشر، لكنه لم يسقط في خطية واحدة فكان بارًا وجيهًا رغم محاولات ومحاربات إبليس له، لكنه كان أمام الله الآب دائمًا بلا خطية، بلا لوم، بلا عيب. فأراد الله أن يحضرنا كذلك – لنكون قديسين وبلا لوم- عنده قصد أننا نكون مثله قديسين.
فبعدما امتلأ الإنسان من الخطية والعداوة لله والابتعاد عنه، جاء الحل من الله نفسه أن يعود بالإنسان لصورة ابنه يسوع المسيح ليصير مقبولًا لدى الله.
ويكون الإنسان:
بلا لوم :- بموت المسيح على الصليب رفع اللعنة واللوم والقضاء والحكم والدينونة.
بلا لوم :- هي صفة الذبيحة المختارة في العهد القديم بلاعيب بل أيضا صفة المسيح (كما من حمل بلاعيب) (1بط 1: 19 )

فصرنا قديسين بلا لوم يوم قبولنا فداء المسيح وتوبتنا وقبولنا هذا الاختيار

إنها فرصة قد لا تتعوض فإن تختار قصد ومشيئة الله لأجلك لأجل حياتك الأبدية وخلاصك، إما أن تختار لنفسك خطة أخرى بعيدا عن الله، مع أن الله لا يريد أن يهلك البشر بل أن يقبل الجميع إلى التوبة من خلال ما قصده الله من حياة مجيدة بارة في المسيح.
الكاتب: الدكتور الشيخ/ سامح فيليب

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك