تلاميذ
Roma

تلاميذ
في سياق العهد الجديد، يشير مصطلح “تلاميذ” بشكلٍ أساسيٍّ إلى أتباع يسوع المسيح. لكن المفهوم يتضمن أكثر من مجرد الإعجاب أو الاقتناع الفكري بتعاليمه؛ ولكن تعبير تلميذٍ يعني:
●الاتباع والتعلم: في جوهره، يعني “تلميذٌ” شخصًا يتعلم من معلمٍ ويتبعه. كان التلاميذ في العصور القديمة مرتبطين بمعلميهم بعلاقةٍ وثيقة؛ حيث كانوا يقضون وقتًا معهم للاستماع إلى تعاليمهم، ومراقبة أسلوب حياتهم، والسعي لتقليدهم. بالنسبة لتلاميذ يسوع، كان الأمر يتعلق بالاستماع إلى كلماته، ومشاهدة معجزاته، وفهم رسالته عن ملكوت الله، والأهم من ذلك، اتباعه في حياتهم اليوميَّة.
● الاختيار والدعوة: اختار يسوع بنفسه مجموعةً محددةً من التلاميذ ليرافقوه عن كثبٍ وليكونوا شهودًا على خدمته ورسالته. هؤلاء الاثنا عشر (ولوقا يذكر مجموعةً أكبرَ من سبعين تلميذًا أرسلهم للتبشير) لم يكونوا مجرد مستمعين؛ بل كانوا مدعوين بشكلٍ شخصيٍّ من قبل يسوع ليتركوا حياتهم السابقة ويتبعوه. تضمنت هذه الدعوة التزامًا كاملًا به.
● التكوين والتدريب: قضى التلاميذ وقتًا طويلًا مع يسوع، وكان يعلمهم ويدربهم ليصبحوا بدورهم قادة ومعلمين في المستقبل. لقد شهدوا قوته وسلطانه، واستمعوا إلى تفسيراته للكتب المقدسة، وتعلموا عن طبيعة ملكوت الله ومتطلباته. كان هدف يسوع هو تكوينهم ليحملوا رسالته إلى العالم من بعده.
● الرسالة والشهادة: بعد صعود يسوع وحلول الروح القدس، أصبح التلاميذ رسلًا (باليونانيَّة: ἀπόστολος – أبوستولوس)، أي مرسلين مفوضين بسلطةٍ خاصة. كانت مهمتهم الأساسيَّة هي الشهادة ليسوع المسيح القائم من الأموات ونشر الإنجيل في كل مكانٍ. لقد تحولوا من متعلمين إلى معلمين وقادةٍ للكنيسة الناشئة.
مفهومٌ أوسع: يمكن استخدام مصطلح “تلاميذ” بمعنى أوسع ليشمل كل مَنْ يؤمن بيسوع المسيح ويتبعه في حياته، ساعيًا لتعلم تعاليمه وتطبيقها. في هذا السياق، كل مسيحيٍّ مدعو ليكون تلميذًا ليسوع
الكاتب عماد حنا