قيامة المسيح _2
Roma
قيامة المسيح _2
المحتوي
لماذا لا يصدق البعض حقيقة قيامة المسيح من الموت؟
لأن القيامة معجزة، وهم ينكرون كل ماهو فوق طبيعي(معجزي) والحقيقة أن كل من يؤمن بوجود الله لا يجد صعوبة في الإيمان بالمعجزات.
كتب د.توماس أرنولد -كان أستاذاً للتاريخ في جامعة أكسفورد- “لقد طُلب مني لأعوام كثيرة أن أدرس التاريخ القديم، وأن أفحص أدلة المؤرخين علي صحة حقائقه، ولست أجد في تاريخ الجنس البشري كله حقيقة دعمها التاريخ بأدلة قوية كما يراها شخص محايد، كالحقيقة الكبرى التي أعطاها الله لنا، أن المسيح مات ثم قام من الأموات.”.
وفيما يلي ننافش براهين قيامة المسيح من الموت:
أولاً: البراهين الكتابية: وهي البراهين التي تعتمد على الكتاب المقدس، وهي تشمل:
- نبوات العهد القديم: يقول الرسول بولس: “فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،” (1 كو 15: 3-4).
وقد سبق المسيح ولفت أنظار اليهود لأهمية معرفة ما جاء عنه في العهد القديم فقال لهم: “فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.” (يو 5: 39 )
وواحدة من نبوات العهد القديم نراها في (مز 16: 10) “لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا.” وهذا النص يعني أن الآب لن يدع جسد المسيح يرى فسادآ، ولن يسمح ببقائه في حالة الموت بل سيقيمه. وقد أكد الرسول بطرس في عظته الأولى لليهود الذين يعرفون هذه النبوة، أنها عن المسيح: “هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ. أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ.(أع2: 23-32)
-
شهادة المسيح لموته وقيامته.
لقد أخبر المسيح بقيامته من الموت قبل موته، ثم أكد هذه الحقيقة بعد قيامته من الموت.
- قبل موته
- في قيصيرية فيلبس “مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلًا: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ». حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟” (مت 16: 21-26).
- وبعد حادثة التجلي أوصى تلاميذه قائلآ: “وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ».” (مت 17: 9)
وارجع إلى أقوال أخرى (مت 20: 18، مت 12: 38 – 40، يو2: 19و22 ….الخ )
ب – بعد قيامته:
بعد أن قام المسيح من الموت أكد لتلاميذه صحة قيامته من الموت، فعندما ظهر لهم “وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ،” (لو 24: 44-46).
- شهادة الملائكة لحقيقة قيامة المسيح من الموت.
في يوم الأحد عند القبر، قال الملائكة للمريمات: “لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ“وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا.”(مت28: 6 و7)
-
شهادة تلاميذ ورسل المسيح.
ما أكثر ما قاله وعلم به تلاميذ ورسل المسيح، ولذلك نذكر فقط أمثلة:
- في يوم الخمسين وقف بطرس وقال لليهود عن المسيح: “هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ“اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.” (أع 2: 23 و 24)
- أمام الهيكل، بعد شفاء الأعرج وتعجب اليهود، قال لهم بطرس عن يسوع المسيح: “وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ.” (أع 3: 15).
(أنظر أيضاً أع 10:4، أع 30:5، أع10: 32-40)
ويقول الرسول بولس:”فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،” (1 كو 15: 3-4).
وقد تحدث الرسول بولس عن قيامة المسيح كثيراً (أنظر 2 كو14:4، 15:5،غل1:1، أف1: 19-20، في3 :10-11، 1تس 10:1، 14:4،
2تي8:2 ….الخ)
ثانياً: البراهين العقلية والمنطقية على قيامة المسيح.
هناك كثير من البراهين نذكر منها:
-
القبر الفارغ وشهادة الأكفان.
بعد موت المسيح،جاء يوسف الرامي إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع، وأخذه ولفه بكتان نقي وحنوط ووضعه في قبره الجديد (مت 27: 61 )، وفي صباح الأحد أتت المريمات، ووجدن القبر فارغاً، وقد شهد لحقيقة القبر الفارغ كل من: مريم المجدلية (يو20: 15-20)، بطرس ويوحنا (يو20: 5-6)، الملائكة (مت28: 5-6)، الحراس الرومان (مت28: 11-12)
ليس فقط القبر الفارغ ولكن الأكفان الموضوعة والمنديل الملفوف (يو20 :8) أي -الأكفان المرتبة- تؤكد أن الجسد خرج منها بطريقة معجزية أي قيامة جسدية
-
التغير الذي حدث في حياة التلاميذ.
بعد صلب المسيح امتلأ التلاميذ خوفاً وهربوا (مت 56:26)، وبعد أن قام المسيح من الموت وظهر لتلاميذه وعالج خوفهم وشكوكهم، وعندما امتلأوا من الروح القدس في يوم الخمسين (أع2: 1-3)، تغيروا وتحدوا كل اليهود ونادوا علانية بقيامة يسوع من الموت. ومثال ذلك بطرس، الذي أنكر أمام جارية علاقته بالمسيح (مت26: 69-74)، بعد ذلك عدة مرات يقف متحدياً اليهود معلناً قيامة المسيح من الموت (أع2: 14-36)
( 3: 12- 26)، ( 4: 8-12)، ( 5: 29-32). وقدم حياته للموت بإعلانه أن المسيح مات وقام حقاً.
-
تقديس يوم الأحد والإحتفال بعيد القيامة.
لقد كانت الوصية حفظ يوم السبت (خر31: 12-15)، واحتفالاً بذكرى قيامة المسيح من الموت، استبدل التلاميذ والكنيسة الأولى يوم السبت بيوم الأحد، واحتفلت الكنيسة بذكرى قيامة المسيح من الموت منذ القرن الأول الميلادي.
هذه أهم البراهين التي تؤكد قيامة المسيح من الموت ورغم هذه البراهين القوية والواضحة، فهناك من ينكر قيامة المسيح، فماذا نقول لعيون رمداء لا ترى الشمس في رابعة النهار.
صلاتي أن يفتح الرب عين القارئ ليفهم ويختبر المسيح المقام كمخلص لحياته.
الكاتب د. فريز صموئيل