المخطوطة السينائية_كنزٌ فريد!
Roma

المخطوطة السينائية_كنزٌ فريد!
المحتوي
حيثما يزداد التشكيك في صحة الكتاب المقدس ودِقته، تزداد أكثر بكثير الأدلَّة والبراهين، التي تُثبت صحته وتفرُّده، مُظهِرةً حماية الرب القدير شخصيا له. هنا نجدُّ التاريخ والآثار والاكتشافات يقفون جميعا شهودا على ذلك. إذ يستحيل على كتاب استطاع عبر آلاف السنين أن يغير حياة مليارات البشر، أن يكون كتابا منقوصا أو مُحرَّفا أو غير دقيق.
تناولنا في مقالةٍ سابقة الحديث عن مخطوطات وادي قُمران بما تحمله من تطابق مذهل مع ما بين أيدينا من أسفار، وما هو مُدوَّن في هذه المخطوطات، وسنتناول اليوم في إيجاز الحديث عن واحدة من أقدم نُسخ الكتاب المقدس، وهي المخطوطة السينائيَّة (Codex Sinaiticus)، التي عُثر عليها مكتوبةً باللغة اليونانيَّة، على رقائق مصنوعة من أوراق نباتيَّة عالية الجودة، فما قصة هذه المخطوطة؟!
المخطوطة السينائية واحدة من أقدم وأهم نُسخ الكتاب المقدس التي وصلت إلينا، وقد كُتبت باليونانية في القرن الرابع الميلادي، أي قبل أكثر من 1600 سنة. وتُعدُّ واحدةً من الكنوز التاريخية؛ لأنها تحتوي على نصوص العهدين: القديم والجديد تقريبًا بالكامل.
أين تمَّ اكتشاف المخطوطة السينائيَّة ومَن اكتشفها؟!
، الذي أدرك عندما وجدها، أنها من أثمن ما تم اكتشافه في تاريخ الدراسات الكتابية.
محتويات المخطوطة
· العهد القديم (بالترجمة السبعينية، وهي الترجمة اليونانية القديمة للكتاب المقدس العِبري).
· العهد الجديد كامل تقريبًا، بما في ذلك بعض الرسائل التي لا توجد في نسخ الكتاب المقدس الحديثة مثل: رسالة برنابا، وراعي هرماس (وهي كتب مسيحية قديمة لم تُدرج لاحقًا في قانون الكتاب المقدس الرسمي).
من كَتَبها؟
لم يُعرف بالتحديد مَن كتب المخطوطة السينائية، لكن يُعتقد أن عدة نُسَّاخ محترفين من الرهبان هم مَن شاركوا في كتابتها، في واحدةٍ من أشهر المراكز المسيحية القديمة، إما في الإسكندرية أو في قيصرية. وكان الخط المستخدم يُسمى “الخط الأونسيالي”، وهو خط كبير وأنيق، يُستخدم غالبًا في المخطوطات الفاخرة.
متى كُتبت بالتحديد؟
يُرجَّح أن المخطوطة السينائيَّة كُتبت في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي، أي حوالي سنة 330 ميلادية. ويُعتقد أن الإمبراطور قسطنطين الكبير، طلب نُسخًا من الكتاب المقدس لتوزيعها على الكنائس، بعد إعلانه المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية، وقد تكون المخطوطة السينائية واحدةً منها.
حقائق سريعة عن المخطوطة السينائيَّة:
· كُتبت على رقوق من جلود الحيوانات.
· تتكون من حوالي 400 صفحة.
· كُتبت بخط أنيق ومنتظم يُعرف بـ “الأونسيال” (Uncial).
كيف وصلت إلى أوروبا؟
في القرن التاسع عشر، لاحظ تيشندورف خلال زيارة لدير سانت كاترين، رهبانًا يستخدمون أوراقًا قديمة لإشعال النار، وعند الفحص، اكتشف أن هذه الأوراق تعود إلى مخطوطة كتاب مقدس قديم!
أهميتها
· تُعتبر من أقدم المخطوطات التي لدينا للنص الكامل تقريبًا من الكتاب المقدس.
· يَعتمد عليها العلماء في مقارنة النصوص وفَهْم كيف نُقل الكتاب المقدس عبر القرون.
· تُظهر كيف كان الكتاب المقدس يُقرأ ويُنسخ في الكنيسة الأولى.
· تُظهر أمانة الكنيسة في نقل كلمة الله عبر العصور.
· تؤكد ثبات النص الكتابي رغم مرور قرون طويلة.
· تساعدنا على فهم خلفية الإيمان المسيحي في القرون الأولى.
أين توجد الآن؟
المخطوطة السينائية محفوظة حاليًا في عدة أماكن حول العالم:
· المُتحَف البريطاني في لندن ويحتوي على الجزء الأكبر منها.
· أجزاء أخرى موجودة في مكتبة جامعة لايبزيغ بألمانيا.
· وبعض الأجزاء لا تزال في دير سانت كاترين في مصر.
وقد تمَّ رقمنة المخطوطة بالكامل وأصبحت متاحة على الإنترنت عبر موقع codexsinaiticus.org.
ماذا يقول الباحثون عنها؟
· تُعتبر دليلاً حيًّا على ثقة المسيحيين بنقل الكلمة عبر القرون.
· تُستخدم في مقارنة الترجمات وفهم تطوُّر النص الكتابي.
· تُظهر كيف كانت الكنيسة الأولى تهتم جدًا بنسخ الكتاب بدقة وتكريم.
ختاما
.. لا تُعتبر المخطوطة السينائية مجرد وثيقة أثرية، بل هي شاهد عظيم على محبة الله وأمانته في حفظ كلمته عبر العصور. إنها تذكير حي بأن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم، له جذور عميقة وتاريخ طويل من الإيمان والحرص.
v المصادر
· الموقع الرسمي للمخطوطة السينائية: codexsinaiticus.org
· الموسوعة البريطانية: britannica.com
· ويكيبيديا: en.wikipedia.org
إعداد: مينا نبيل