اِلبَسوا سِلاحَ الله الكَامِل

Roma
اِلبَسوا سِلاحَ الله الكَامِل

اِلبَسوا سِلاحَ الله الكَامِل

 سر ثباتك في الحروب الروحية!  

    يعلم إبليس وكل جنوده من أرواح الظُّلمة أنَّ نهايتهم آتيةٌ لا محال!
وكلما تمرُّ الأيام، بكل تأكيد يزدادون رُعبا من مصيرهم المظلم المُعدُّ لهم سلفا، حيث البحيرة المتقدة نارا وكبريت!

اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،” (متى 25: 41).
ولأن إبليس وأعوانه اختاروا منذ القِدم أن يكونوا في عداوةٍ مع الله، يريدون دائما تحطيم وتدمير المشروع الإلهي في الأرض،

الذي هو الإنسان دُرَّة خليقة الرب، ويريدون بكل السُّبل أيضا تعطيل امتداد الملكوت

من خلال إعاقة الإنسان بكل الطرق والوسائل الممكنة وغير الممكنة!
هي حقا معركة! لكنها معركة بين عدو منهزم مكسور، يحاول لملمة جراحه

وأشلائه وهو ملآن بُغضةً وكراهية، وبين أبناء للرب يتمتعون بفداء وخلاص عظيم!
تكمن القضية كلها في أن يتعلم جنود الرب كيف يتعاملون مع هذه المعركة!
فلو أنتَ واحدٌ ضمن أقوى جيوش الأرض مثلا، لكنك لا تملك لا المعرفة ولا المهارات ولا الإمكانيات أو التدريبات اللازمة للتعامل مع أعدائك، سيكون مصيرك هو الهزيمة المُذلة من عدو متربص بك، يريد الانقضاض عليك للانتقام منك ومن رئيسك!
بهذا الوعي والإدراك الروحي، أخبرنا الرسول بولس في رسالة أفسس،

عن ضرورة أن نستخدم سلاحا روحيا كاملا اسمه “سلاح الله الكامل”،

حتى نثبت به أمام مكائد إبليس، “البسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس” (أفسس 6: 11).
لكن، وقبل أن يتحدث الرسول بولس عن تفاصيل هذا السلاح، أوضح لنا أنه ليس سلاحا ماديًّا بل روحيًّا، لأن المعركة التي نخوضها ليست ضد البشر، بل ضد قوى الشر الروحية، حيث قال: “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين،

مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات.” (أفسس 6: 18).

 ما هي مكونات سلاح الله الكامل؟

 1. منطقة الحق:

الحق الواضح النقي الصريح الذي لا غشَّ فيه أو خداع هو كلمة الله! الحق ليس مجرد مفهوم، بل هو السيد المسيح نفسه،

الذي قال عن نفسه: “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يوحنا 14: 6).

لهذا أهم أجزاء هذا السلاح هو معرفتنا ودراستنا لما تقوله كلمة الله عن كل الأمور، لأن بها نستطيع أن نكتشف ونميز كل خداع يريد به عدو الخير تضليلنا وإبعادنا عن الحقيقة. فالضعف والمذلة الحقيقية يكمنان في الابتعاد عن الحق! “قَبْلَ أَنْ أُذَلَّلَ أَنَا ضَلَلْتُ، أَمَّا الآنَ فَحَفِظْتُ قَوْلَكَ.” (مز 119: 67).
2. درع البر: البر هو نقاوة القلب أمام الله، وهو لا يأتي أبدا من أعمالنا، بل هو عطية نحصل عليها بالإيمان بيسوع المسيح. عندما نحيا بالبر، نكون محصنين من الداخل، فلا يستطيع العدو أن يهاجمنا بسهولة أو يُغرقنا في الشعور بالذنب والخزي. البر يجعلنا ثابتين واثقين في نعمة الله ومحبته.

لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.” (كورنثوس الثانية 5: 21).

3. الاستعداد لإنجيل السلام:

علينا أن نكون مستعدين دائمًا لنشر رسالة السلام والخلاص، عن طريق إخبار المحتاجين لهذه الأخبار السارة، بما تعلنه لهم كلمة الله عن خلاصهم من الخطية ونتائجها الأرضية والأبدية، من خلال الرب يسوع الذي ضحى بنفسه فداءً للإنسان، وافتداءً له من مصير أبدي مظلم مرعب! السلام هو ما نحتاجه في عالم مليء بالخوف، وهو ما يجب أن نحمله أينما ذهبنا.

4. تُرس الإيمان:

الإيمان هو ما يحمينا من سهام الشكوك والخوف والتجارب. فعندما نُثبت أنظارنا على السيد المسيح، الذي هو تجسيد للحق، سيقوى إيماننا ويزداد صلابةً ورسوخا، عندما تصبح هجمات العدو بلا تأثير.

نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ،

فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ.” (عبرانيين 12: 2).
5. خوذة الخلاص:

كما تحمي الخوذة رأس المقاتل أو قائد الدراجات النارية السريعة، هكذا يحمي إدراكنا لأهمية وروعة الخلاص الإلهي، عقولنا من الأفكار السلبية. عندما نثق في خلاصنا، نعيش برجاء وفرح، فنتحرر من القلق والخوف.

6. سيف الروح:

عندما نثبت في الحق الذي هو كلمة الله كما تحدثنا في أول أجزاء هذا السلاح، نستطيع أن نستخدم كلمة الله بجرأة وثقة عندما نواجه كل كذبة من إبليس، فنرد كما فعل الرب يسوع حين قال: “مكتوب…”، وهذا أقوى سلاح هجومي روحي.7. الصلاة: الصلاة هي الرباط اليومي بيننا وبين الله، وهي التي تعطينا القوة في المعركة الروحية. يجب أن نكون دائمًا في حالة صلاة، في كل وقت وظرف. “فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ،” (رومية 12: 12).
كن جنديًا روحيًا مستعدًا دائمًا! لا تنسَ أبدا أن تلبس هذا السلاح يوميًا، فهو ليس مجرد سلاح رمزي، بل هو سلاح حقيقي لمواجهة هجمات العدو الروحي. به تحيا منتصرًا، ثابتًا، مملوءًا بالسلام والرجاء في الرب.

     كيف تستخدم سلاح الله في حياتك اليومية؟ (تطبيق عملي)

    ابدأ يومك بالصلاة والتسبيح: فهذا يمنحك القوة ويقوِّي صلتك بالله.
اقرأ من الكتاب المقدس يوميًا: “فكلمة الله” التي بها نحارب، هي سيف الروح.
ارفض الخطية بكل أشكالها: بالتمسك بالبر والإيمان، تحمي نفسك من هجمات الشر.
احفظ ذهنك: تأمل دائمًا في الخلاص ووعود الله، لتبقى أفكارك نقية وآمنة.
اتحد بجسد مؤمنين: أنت لست وحدك في هذه المعركة، الله معك والكنيسة بأعضائها سند دائم لك.

ختاما.. النصرة مضمونة في المسيح، فقط تمسك به وبكلمته!
الكاتب/ مينا نبيل 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك