من أرسل من ؟

Roma

من أرسل من ؟

ورد في إنجيل متى “فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي!” (مت21: 37)

ويقصدون أن الله أرسل ابنه المسيح إلى شعب اليهود لأنهم لم يهابوا الله وقد يهابوا ابنه – تعالى الله عن هذا الخرافات علواً كبيراً.
ولو صدَّق أحد هذا لوجب ألا يكون هناك ثلاثة في واحد، بل ثلاثة في ثلاثة، حيث إن الإله الأول لم يهبه أحد، فأرسل إليهم ابنه!! فالراسل غير المُرّسَل

هناك مشكلة كبيرة بالنسبة لطارح السؤال, فهو قدم تفسيراً لنص, وسأل عن تفسيره هو. كان الأجدر به أن يتساءل عن معنى النص حتى لا يخطئ هذا الخطأ الفادح. على أي حال كعادتنا عند الإجابة سنبدأ بالصورة الطبيعية، نقرأ النص ونقدم تفسيراً له، وأعتقد أنه بعد هذا التفسير لن يكون هناك سؤال من الأصل.
النص: “اِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. 37 فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟ قَالُوا لَهُ:«أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ. ” متى 21: 33- 44
من الواضح أن المسيح يحكي قصة لتوضيح معلومة، بطل القصة هنا إنسان (ليس الله) وهو رب بيت صنع كرماً (مشروع يرتزق منه)… فلماذا حَّمل السائل النص معنى أكبر من معناه!!!
إن ما قاله المسيح هو مثل، قصة قصيرة يريد أن يوضح بها ما يريد أن يقوله، ولا يمكن وضع تطابق كامل على القصة. ولكن التفسير الحقيقي للقصة هو الهدف العام منها، وليس كل جزئيات القصة.
وهنا يتكلم السيد المسيح عن شعب إسرائيل الذي رفض الله، ورفض كل المرسلين من قبله، وفي النهاية رفضوا المسيح، فما هي النتيجة؟ اتجهت إرسالية المسيح للعالم اجمع، ومن هذا العالم أجمع كوَّن الكنيسة لتكون البديل لشعبه. وهذا متمثل في القصة على المحور التالي:

ما يقوله المثل

أعطى الكرام مسؤولية الكرمة.المعنى المقصود أعطى الله مسؤولية العالم لشعبه ليكون نورا بين الأمم.

تمرد الكرامون. المعنى المقصود بمعنى تمرد شعب إسرائيل.
أرسل رسلا. المعنى المقصود  أرسل أنبياء لهدايتهم.

رفض الكرامون الرسل.المعنى المقصود  رفض اسرائيل الأنبياء.
أرسل الكرام ابنه..المعنى المقصود أرسل الله ابنه.

تم قتل الابن..المعنى المقصود تم قتل الابن.
طرد الكرامين.المعنى المقصود. بمعنى رفض إسرائيل.

المعنى واضح جدا … ولا يمكن أن يحمل بأكبر من هذا؟ … ما الذي أدخل الثالوث في الموضوع، ولماذا الربط الدقيق بين قصة هدفها توصيل حدث وتحذير اليهود من حدث بكل هذا؟ المسيح يبقى أولا واخيرا مرسلاً من قبل الله، فهو قال عن نفسه هكذا: “ليؤمنوا أنك أرسلتني”. فهو مرسل، ومرفوض من قِبَل اليهود. إذاً فالقصة تطابقت.

الكاتب / عماد حنا 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك