لماذا اختار المسيح اثني عشر تلميذا؟

Roma
لماذا اختار المسيح اثني عشر تلميذا؟

  لماذا اختار المسيح اثني عشر تلميذا؟

جاء الرَّبُّ يسوع كلمة الله المتجسد إلى الأرض، لديه مشروع كبير، وهدف يخص الملكوت،

فكان لا بُدَّ أن يكون هناك تلاميذ، يحملون ذات الهدف، ويتبعونه في كل شيء؛ ليقوموا بمهام محددة تتعلق بالبشارة،

 وقد اختارهم الرَّبُّ بعنايَةٍ فائقة،ودرَّبهم تدريبا طويلا شاقا،

من خلال مواقف الحياة اليوميَّة، وأعماله، وتعاليمه، إضافةً لأنه أطلقهم في كثير من المحكات والمواقف.

نتيجةً لهذا كله، وصلت بشارة أخبار الخلاص السَّارَّة، بعد موت وقيامة وصعود المسيح، إلى أقصى الأرض، عبر هؤلاء التلاميذ الذين فتنوا المسكونة، بتعاليم الرب، وقوة الآيات والعجائب التي صاحبتهم وأيَّدتهم في كل رحلاتهم الكرازيَّة.

دعونا إذا نُلقي في هذه المقالة نظرةً عامَّة سريعة، على أسباب اختيار الرب لـ12 تلميذا أو رسولا!

“ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا،

وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ.(متى 10: 1).

لنتناول في سلسلة مقالات قادمة زوايا مختلفة في الحديث عن تلميذ تلميذ منهم!

❖  أولا: معنى كلمة تلميذ

يشير الإنجيل إلى الاثني عشر تلميذا مصطلحين: (تلميذ – رسول)

كلمة تلميذ مترجمة من الكلمة اللاتينيَّة discipulus، وهي تُشير في معناها اللغوي للشخص الذي يطلب العِلم، وفي سبيل ذلك، يتبع معلمه، ويسير على نهجه، ملازمًا له دائما! الحالُ كان هكذا مع تلاميذ الرب، فقد رافقوه أينما ذهب طوال سِني خدمته الثلاث، معاينين تعاليمه، شاهدين لعجائبه، مجده، قيامته من بين الأموات، وصعوده إلى السموات، وكانوا ضمن مَن حَلَّ الرُّوحُ القدس عليهم يومَ الخمسين.

❖  ثانيا: معنى كلمة رسول

كلمة رسول باليونانيَّة هي ἀπόστολος ولا تُعني وكيلا يحمل رسالةً وحسب، إنَّما شخصًا ما تمَّ إرساله، مُ

مثلًا بحضور وسُلطة المُرسِل. 

ووردت هذه الكلمة في العهد الجديد حوالي 80 مرة، والرسل هم الذين أُرسلوا من قِبل المسيح إلى الأمم، وقد جاهدوا حتَّى وصلوا بكرزاتهم أقاصي الأرض.

ذُكِرَت كلمة رسول أو رسل عشر مرات في الأناجيل و 28 مرة في سفر أعمال الرسل.

❖  ثالثا: الرقم اثنا عشر في العهد القديم

أما عن لماذا كان عددُ التلاميذ الأوَّليُّ اثنا عشر؛ فلهذا الرقم رمزيَّةٌ خَاصَّة في الديانة اليهوديَّة، فكان له معنى في العهد القديم، انعكس في العهد الجديد. وقد ورد هذا الرقم في أمور متعددة في العهد القديم، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

1.    أولاد يعقوب كانوا 12 ابنا، أصبحوا بعد ذلك أسباط شعب إسرائيل (تك ٣٥: ٢٢-٢٦).

2.    وبما أنَّ عدد الأسباط 12، كان لا بُدَّ من تقسيم الأرض إلى 12 قسما (يش ١٤: ١-٢).

3.    عدد الخبزات التي توضع على مائدة خبز الوجوه بخيمة الاجتماع، كانت 12 (لا ٢٤: ٥-٦).

4.    اثنا عشر ينبوع ماء وجدها بنو إسرائيل في إيليم أثناء خروجهم إلى سيناء (خر ١٥: ٢٧).

5.    عند عبور بني إسرائيل نهر الأردن، عدد الحجارة التي أقيمت تذكارا كانت 12 (يش ٤).

6.    مذبح إيليا النبي، الذي أقامه كان من 12 حجرا (١ مل ١٨: ٣١).

7.    عدد أسفار الأنبياء الصغار اثنا عشر سفرا.

❖  رابعا: الرقم اثنا عشر في العهد الجديد

ذهب بعض الشُّرَّاح والعلماء إلى الاِتصال بين رقم 12 والملكوت، حُجَّتُهم في ذلك أن يسوع كان الملك الذي يقيم مملكة داود التي تنبأ عنها الأنبياء،

وهي المملكة التي يتحد فيها أسباط الشعب الاثني عشر، تحت بيت داود الملكي. على سبيل المثال لا الحصر أيضا، جاء هذا العدد في العهد الجديد كالتالي:

●     شفاء امرأة نازفة دم، منذ اثنتي عشر سنة (متى 9: 20-22).

●     إقامة ابنة يايرس، وسنها اثنتا عشر سنة (لوقا 8: 42).

●     في معجزة الخمسة أرغفة والسمكتين، فاض عنهم اثنتا عشر قفة (متى 14).

●     عندما جلس المسيح مع تلاميذه في العشاء الأخير، قال لهم: “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.” (مت 19: 28).

●     قال لهم أيضا “وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ».” (لوقا 22: 29-30).

●     وصف الرسول يوحنا المدينة المقدسة: “وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.” (رؤ 21: 12).

●     وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ. (رؤيا 21: 14).

●     يقول يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا “فِي وَسَطِ سُوقِهَا وَعَلَى النَّهْرِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ، شَجَرَةُ حَيَاةٍ تَصْنَعُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفَاءِ الأُمَمِ.” (رؤيا 22: 2).

ختاما..

اختار المسيح 12 تلميذا، ليكونوا مثالًا واضحًا على أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، وأصبح لهم دور قيادي وتوجيهي في البنيان الإلهي.

الكاتب : الشيخ \ فيكتور فهمي

المصادر: كتاب 12 تلميذ للشيخ فيكتور فهمي

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك