لمن قال المسيح هذه العبارة؟

Roma
لمن قال المسيح هذه العبارة؟

لمن يقول يسوع هذه العبارة لليهود ام للمسلمين ؟؟

أم للنصارى الذين يقولن أننا نخرج الشياطين باسم الرب ؟

يقول انجيل متى “كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ

وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! (مت7: 22-23).

لمن قال المسيح هذه العبارة؟

وبالطبع لنعد الى السياق لنفهم ماذا كان يريد أن يقول السيد المسيح, لنرجع عبارة واحدة في نفس النص فماذا نقرأ؟!

لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
إذا فالعبارة واضحة وضوح الشمس .. إن الهدف منها هو أن المطلوب من المستمع أن يصنع ارادة الله .. أي سلوك آخر ليس هو المفتاح لملكوت, ولكن مفتاح الملكوت هو الخضوع لإرادة الله ولعمل الله .. فالسياق واضح جداً ولكن السائل اقتطع لنا – كعادته – جزءاً من النص لكي يصل بنا إلى مفهوم يريد أن يصفنا به هو لا السيد المسيح, وهنا تكون الخدعة.

سؤال يفرض نفسه:

هل كل من يخرج الشياطين باسمه سوف يرفضه المسيح؟ 

الإجابة كلا .. لماذا؟ لأن كلمة كثيرين لا تدل على الكل, ولكنها تصف جزءاً من الكل. بل ببساطة هي ترينا أن القاعدة هي القبول,

والاستثناء هو الرفض. وذلك الاستثناء الذي يعد مفاجئاً للسامعين سببه أن هؤلاء لا يتممون مشيئة الله.

والدليل على ذلك هو هذه العبارة الموجودة في إنجيل مرقس أصحاح 3

“ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلِيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا،

وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ”

إذاً فهذا الأمر قد أعطاه السيد المسيح لتلاميذه, فكيف بعد أن أعطى الأمر يكون جزاء من يفعله هو ألا يدخل الملكوت؟!! بل بالأحري كيف يتبرأ منه المسيح … إن المسيح في السياق يتبرأ من الذي لا يصنع مشيئة الآب حتى ولو عمل المعجزات.
إذاً فالرسالة ليست موجهة لمسلمين أو مسيحيين أو يهود, فالمسألة ليست عنصرية ولكنها موجهة لمن يرفض مشيئة الله. والجدير بالذكر أن جمهور المستمعين في هذا الوقت كانوا من اليهود!

الكاتب / عماد حنا 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك