حَبَّةِ خَرْدَلٍ
Roma

حَبَّةِ خَرْدَلٍ
فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذِهِ الْجُمَّيْزَةِ انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ. (لو 17: 6)
فلو كان عندكم مقدار من حبة خردل من الإيمان لشفيتم المرضى وحركتم الجبال ولكن يسوع يقول هذه آيات تتبع المؤمنين
ويبدوا أنه ليس فيكم مؤمن واحد لأن يسوع يقول في مرقس “وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ:
يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.، يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ». (مر16: 17، 18)
وسؤالي هو: ما فائدة المستشفيات ؟ وما فائدة علم الطب ؟ ولماذا كان بابا الفاتيكان يوحنا يبول على نفسه ولا يستطيع أن يتحكم في بوله أو برازه ؟ وهذا منشور في المجلات عن حالة البابا الصحية ؟ لماذا لم يشفي نفسه ؟ أو يشفيه صانعي المعجزات من المؤمنين والقساوسة ؟
نحن نحترم تماماً علم الطب, ولكن غفل عنك شيء هام جداً .. أن هذه الآيات والمعجزات لم يضعها السيد المسيح للتلاميذ لكي يخدموا بها أنفسهم. لقد كان الرسول بولس وكذلك الرسول بطرس يشفيان الكثيرمن الناس ويصليان لأجل كثيرين, ولكننا نرى أن بولس مثلاً كان لديه شوكة في الجسد, أن هذه الموهبة قد أعطيت لخدمة الآخرين وليس لخدمة النفس. كما أن هذه المعجزات لم تلغ الطب, فلوقا كان طبيباً وأشار الرسول بولس على تلميذه تيموثاوس بتناول الدواء. فالمرض وارد وطبيعي. وليتك تبحث في مراجعك عن وصف لحالة رسول الإسلام قبل موته, ووصف آلامه. أيضاً ستجد الكثير من أئمة المسلمين مرضى. فلماذا الاستغراب؟ ثم إن من المعروف أن المعجزة هي حالة خاصة أو استثناء, فإذا صارت هي القاعدة بطلت أن تكون معجزة, وتحولت إلى عادة. فليس المقصود من الوعد أن الآيات تتبع المؤمنين بأنها ستصير عادة, ولكن ببساطة الأمر يحدث بإرشاد إلهي. وليس على وجه العموم.
زد على ذلك، كان الهدف من المعجزات تأييد كلام الله سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد. فهوذا إيليا النبي مثلاً، يقف أمام 400 من أنبياء البعل وأمام عيون الشعب ويصنع معجزة أتت تأييداً لكلامه بأنه نبي الله (اقرأ القصة كما جاءت في سفر الملوك الأول أصحاح 18) وكانت النتيجة أنه تم ذبح أنبياء البعل الأربعمائة. كذلك في العهد الجديد، في حادثة شفاء المفلوج تحققت نبوة شفائه تأييداً لكلام الرب يسوع حينما قال، مغفورة لك خطاياك. فنرى أن المعجزات ليست الهدف، لكنها الوسيلة.
الكاتب / عماد حنا