هل إله المسيحيين يَتزوج ويُنجِب؟!

Roma
هل إله المسيحيين يَتزوج ويُنجِب؟!

 هل إله المسيحيين يَتزوج ويُنجِب؟!

تحديدا في هذه المقالة لا أريد الكتابة بشكل نمطي أكاديمي معتاد، بل أُفضِّل كتابة مقالة تفاعلية يمكنك أثناء أو بعد قراءتها مراسلتنا هنا على الموقع، أو عبر صفحتنا على الفيس بوك التي تحمل ذات اسم الموقع.
دعني أسألك يا مَن وصلت لهذا المقالة وبدأتَ في قراءتها!

عن نفسي أتذكر فورا أغنية مِصرية شهيرة جدا علقت في أذهان المصريين سنوات طويلة تقول:
(أنا مصري وأبويا مصري/ بسماري ولوني مصري).
بكل تأكيد لن يخطر على بال مخلوق أن كلمة ابن النيل تُعني أن النيل تزوج دولة اسمها مصر وأنجب منها شعبا هم المصريون!
حتى على سبيل الدُّعابة ستكون (نُكتةً سخيفة) لا تُضحِك أحدًا!
بكل تأكيد هذا التعبير سيُعني أنَّ الإنسان المُشار إليه بهذا اللقب هو إنسان مصري حتى النُّخاع يحمل الجينات المصرية الأصلية من أب مصري بملامح مصرية، تماما كما تقول كلمات الأغنية التي يحبها الصغير قبل الكبير؛ لأنها تُعبر عن هويته الحقيقية وانتمائه الأصيل!

هكذا تعبيرات مثل (ابن العراق/ ابن الفُرات/ بنات أفكاري/ ابن الشَّركة/ ابن البلد/ ابن النَّادي الفُلاني) إلى ما آخره!

❖  ابن الله بين الإيمان المسيحي والإسلامي

لكن، تأتي غرابة تعبير ابن الله وحساسيته لدى الأحباء المُسلمين، الذين نكنُّ لهم كل المحبة والود والإخاء، من أن القرآن يرفض فكرة أن يكون لله ابنٌ، أو يتخذ صاحبةً ويتزوجها، الفكرة التي  يرفضها نهائيا ومطلقا كلُّ مسيحي في العالم وعلى مدار تاريخ المسيحية؟!
لا تُصدقني؟! اسأل نفسك أي مسيحي تعرفه!
اسأل الـAI ! نعم! اسأله هو يعرف الإجابة!
القصة كلُّها هي في الخلط بين عقيدة النصارى وعقيدة المَسيحيين! وهذا تحدَّثنا عنه تفصيليا في مقالةٍ تحمل الاسم ذاته هنا على الموقع، أدعوك أن تقرأها بنفسك بُعيد قراءة هذه المقالة!
ϖ الفرق بين “النَّصارى” و”المسيحيين”
النَّصارى الذين هم ليسوا مَسيحيين كانوا يؤمنون قبل المسيحية أن الشَّمس والقمر تزَّوجا وأنجبا كوكب الزُّهرة، ولما دخلوا الإيمان المسيحي أبوا أن يتخلوا عن معتنقهم القديم؛ فبادلوا هذا الثلاثي العجيب بأقرب ثلاثي وجدوه؛ لذا قالوا إن الله تزوج السيدة العذراء مريم وأنجب منها السيد المَسيح وهذا هُراءٌ! أرفضه أكثر منك عزيزي وأخي المُسلم!إذا بعودتنا لـ(أنا مصري وأبويا مصري) نذهب لمعنى آخر!

❖  ابن الله في الإيمان اليهودي

تعبير ابن الله له خلفية لدى شعب الله في العهد القديم، فكما تُعني كلمة ابن النيل “المصري الأصيل أو ذات الجينات المصرية”، هكذا تُعني كلمة ابن الله بالنسبة لليهود الفاهمين الدارسين “ذات الله!”
لماذا إذا تمَّ استخدامها؟! لأن الله وبحسب الإيمان المَسيحي أتى للأرض في صورة مادية مرئية بشرية ملموسة محسوسة. فأقرب تعبير يصف هذا الإظهار العجيب الخارق هو تعبير (ابن الله)! اي ذات الله! أي إنَّ الله ذاته صرنا نراه عيانا بيانا!
وكأنَّ البشر يقولون “معقول؟!” هذا الشخص هو الله ذاته؟!
اقرأ معي هذه الآية
“فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ.” (إنجيل يوحنا 5: 18).
لفهم معنى آية لا بُدَّ من معرفة وفهم سياقها وخلفيتها التاريخية!
أراد اليهود المتشددون أن يقتلوا السيد المَسيح لأنه قال عن نفسه إنه “ابن الله!”
لأن هذا في إيمانهم يعني ذات الله لكن في صورة مرئية!
اقرأ معي هذه الآية أيضا
فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ».

فَقَالُوا: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ». (لوقا 22: 70، 71).

في موضعٍ آخر حينما أراد القادة الدينيون أن يدينوا السيد المَسيح بتهمة يُمكن أن يُعاقَب بسببها فيتخصلون منه؛

سألوه بشكل صريح “هل أنت ابن الله؟! فقال لهم نعم!” فكأنهم قالوا (لم نعد بحاجةٍ بعد إلى أدلةٍ أخرى على تجديفك يكفينا ما قلته)!
فابن الله لا تعني لديهم سوى معنى واحد أنه الله!
تعبير ابن الله بالنسبة لقادة اليهود آنذاك لم يكن مجرد مصطلح لكن تُهمة مكتملة الأركان. فها السيد المسيح يُقر صراحةً وعلانيةً أنه ابن الله، هكذا أيضا تلاميذه وكثيرون جدا من أتباعه ومؤيديه! لكن اعتراف قادة الدين اليهودي أن هذا الشخص هو المسيا المنتظر أي الله المتجسد، يعني إدانتهم الصريحة بسبب رفضهم له، ما سيعني حتما سَحْب البساط والسلطان والنفوذ والمال والجاه والشعبية من تحت أرجلهم؛ لذلك قاوموه بشدة، رغم أنَّ كل الشواهد كانت تبوح بأنه الرب!
لكن أين قال المَسيح صراحةً إنه الله؟!
في مواضع كثيرة جدا. تسهيلا عليك جمَّعناها لك في مقالةٍ واحدة يمكنك أيضا قراءتها بُعيد قراءة هذه المقالة ومقالة النَّصرانية! كونك وصلت لهذه الفقرة معناها أنك مهتم وباحث وقارئ!  ألوهية المسيح 

❖  شهادة كثيرين على ألوية المَسيح

تصرفات السيد المَسيح، معجزاته العجيبة، وتعاليمه المدهشة كانت تشهد أنه الله؛ لذلك أقرَّ كثيرون إيمانهم بذلك! على سبيل المثال لا الحصر
●     شهادة الحَواريين:
1-    “أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»” (إنجيل يوحنا 1: 49).
2-      “أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!»” (إنجيل يوحنا 20: 28).

●     شهادة الجموع

 الجموع أيضا توَّجوه ملكا منتصرا عليهم لإيمانهم بأنه المسيا المخلص المنتظر الذي تحدثت عنه نبوَّات العهد القديم! وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!» (إنجيل متى 21: 8، 9).
إذا (ابن الله) هو تعبير لاهوتي روحي مسيحي وليس تعبيرا حرفيا جسديا حسيا ماديا ملموسا!
ختاما يا عزيزي.. إن أردت أن تعرف معنى تعبير أو مصطلح غير إسلامي عليك بفهمه من مصدره الأصلي! نرحب بالنقاش والانفتاح الفكري وتبادل الآراء والمعرفة!
بانتظار تواصلك معنا!

الكاتب/ مينا نبيل  

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك