كل شيء بينهم كان مشتركًا

Roma
كل شيء بينهم كان مشتركًا

كل شيء بينهم كان مشتركًا

كان كل شيء، على ما يبدو، أكثر من رائعٍ؛ فقد كانت الكنيسة يقودها الروح القدس، وكان الإخوة أو التلاميذ محبين لبعضهم البعض بصورةٍ أكثر من رائعة. لم يعد أحد يبالي بنفسه؛ ولكن كان كل واحدٍ ينظر إلى احتياجات الآخر، وكأنَّ الجميع، عندما قبلوا عمل المسيح في حياتهم، انطبعت صورة المسيح الباذلة المضحية في وجوههم؛ فبدا لنا أنَّ مَنْ يشاهد ذلك الكيان الوليد، والمسمى الكنيسة، يرى يسوع في كل شخصٍ منهم.
أو هكذا كان الأمر يبدو.
كان الكل يجتمع بنفسٍ واحدةٍ داخل الهيكل، ويستمعون إلى تعاليم الرسل؛ تلك التعاليم التي حُفرت في ذاكرة الرسل طوال ثلاث سنواتٍ من تبعيَّة السيد، وأيضًا تلك التعاليم التي تعلموها خلال الأربعين يومًا التي كان يظهر فيها المسيح لهم بعد قيامته؛ فنحن قد عرفنا من لقائه مع تلميذي عمواس أنَّه في كل لقاءٍ كان يشرح الأمور المختصة بالملكوت.
هذا بالإضافة إلى الروح القدس الذي كان يقود الخطوات على نحوٍ مباشر.

 وانتظارٌ لن يطول.
ولعل تلك الفكرة التي اعتنقوها عائدةٌ بسبب لهفتهم للقاء السيد، وأيضًا ربما بسبب وعد المسيح عند الصعود حيث قال:

«وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذًا فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: “دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كل الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ.”» (إنجيل متى 28: 16-20)،

والتي فهموا منها أنَّ المسيح سوف يرجع ثانيةً سريعًا.
سيطرت عليهم هذه الفكرة وجعلتهم في حالة انتظارٍ؛ لذلك بدأت تسيطر عليهم فكرة أنَّ تلك الأملاك التي يقتنونها لا فائدة لها، فهم في الأول والآخر سيرحلون. ومن ثمَّ بدأوا يبيعون ممتلكاتهم، ويضعونها في أيدي الرسل حيث يعيدون تدويرها ليأكل الفقراء كلهم.
وقد صار بعض هؤلاء الفقراء كذلك بسبب توقفهم عن العمل لأسبابٍ كثيرة، منها التفرغ لانتظار السيد.
جعلت الكنيسة الوليدة كل شيء بينهم مشتركًا، حتى إِنَّ برنابا، وهو رجلٌ قبرصيٌّ ينتمي إلى إقليم ليبيا، والذي كان أحد الرسل المتقدمين، باع حقلًا له، وقدمه للرسل؛ الأمر الذي جعل جميع مَنْ لديه حقولٌ يحاول أن يقلده.
ومن هؤلاء، حنانيا وسفيرة، وهما أسرةٌ جميلة، قررا أن يفعلا ما فعله برنابا؛ ولكن الأمور لم تسر كما يجب.

 اعداد / عماد حنا

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك