الله والمسيح من الراسل ومن المرسل ؟
Roma
الله والمسيح من الراسل ومن المرسل ؟
المحتوي
مما لا شك فيه أن الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث. وهناك العديد من النصوص التي تنص على أن الله لم يتجسد وينزل ولكنه أرسل ابنه للعالم “وَنَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الاِبْنَ مُخَلِّصاً لِلْعَالَمِ”(1يو4: 12)
اليس منطق أن المسيح أرسل هو في حد ذاته دليل على أنه ليس الله، لأن الله هو من أرسله، فلماذا تناقضون أنفسكم.
الأجابة:
هل سمعت عن رئيس الدولة الذي شغل منصب وزير الدفاع بالإضافة الى منصبه كرئيس للدوله؟
لقد كان الرئيس المصري أنور السادات في وقت من الأوقات يشغل منصب وزير الدفاع في نفس الوقت الذي كان هو فيه رئيس الجمهورية.
هذا الرجل عندما يجتمع وزراء الدفاع العرب في اجتماع ما، كان كل رؤساء الدول يرسلون وزراء دفاعهم كممثلين للدولة. بينما كان صاحبنا يرسل نفسه ممثلاً عن الدولة كوزير للدفاع، فهو يحضر المؤتمر مبعوثا عن رئيس الجمهورية وممثلاً عن الجمهورية التي ينتمي اليها، ليس كرئيس للجمهورية بل كوزير للدفاع. وبهذا يكون هذا الرجل قد أرسل نفسه، والراسل هنا هو نفسه المرسل.
إذا فهناك إمكانية أن يكون الراسل والمرسل شخص واحد، وبالتالي ما تفضلت واستنتجته كدليل على ان الله والمسيح مختلفان على أساس أن الراسل غير مرسل غير صحيح:
تقول: مما لا شك فيه أن الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث”
وها نحن نريك إمكانية أن يكون الراسل هو نفسه المرسل, في حالة إزدواج المهام. ولكن، لماذا لم يرسل الله شخص آخر غير كلمته أو نفسه كما تعبر أنت
في الحقيقة يحدث هذا عادة لسببين
1. اهمية الرسالة ودقتها، ونتائجها المصيرية
2. عدم وجود أي شخص يمكن أن ينفذ هذه الرسالة غير نفسه، فبالتالي يأتي هو
لقد أعطانا المسيح مثلا عن هذه الفكرة ‘عندما قص قصة عن كرام وضع أناس لكي يفلحوا في الكرم، وعندما تمرد هؤلاء الناس، ارسل رسل، وعندما فشل الرسل ارسل ابنه، وبعدها كانت الدينونة العظيمة
والله القاضي العادل, هو نفسه الذي “يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ” (1تي 2: 4) لذلك أرسل الديان العادل المخلص لكي يتحمل القصاص عن الناس، وهنا نرى المرسل والمرسل منه شخصاً واحداً باختلاف المهام. لذلك فالتسليم أن الراسل –دائما – غير المرسل هو فرضية خاطئة تماما.
لذلك لا تصلح هذه الفرضية لكي تكون دليل على عدم الوهية المسيح.
المصدر عماد حنا