لماذا الله لم يعاقب ابليس ؟

Roma

لماذا الله لم يعاقب ابليس ؟

الله إختار أن يفدي آدم أو ذرية آدم ولم يفدي إبليس مع أن إبليس كان من أبناء الله، فلماذا لم يعاقبه الله كما عاقب آدم؟ أو يكفر عنه كما كفر عن آدم؟ حقيقة نحتاج

إلى إجابة.

في الحقيقة هذا السؤال هو سؤال يدخل في إرادة الله وكأنك تحاسب الله لماذا يفعل هذا ولا يفعل ذاك، ولكننا لا يسعنا إلا أن نشكر الله على افتقاد الإنسان وإعطائه فرصة جديدة، الأمر الذي لم يحدث مع الشيطان وهذه مشكلته هو…

وعلى الرغم من أنه ليس من حقي أو حق أي إنسان أن يقول للرب لماذا،

إلا أن هناك إجابة لسؤالك، الشيطان اختار بنفسه أن يتمرد على الله دون أن يغويه أحد، فهذا الأمر من اختياره الشخصي, فكيف يمكن أن يفدي الله شخصاً اختار بقرار مباشر منه أن يتمرد على سلطان الله؟!!

هل تريد الدليل الكتابي على أن الشيطان اختار طريقه بنفسه؟ اقرأ معي ما ورد في سفر أشعياء الذي يتكلم عن إبليس بروح النبوة فيقول: “َكيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ.” (أشعياء 14: 12-15)
أما آدم فهو شخص مضحوك عليه وأغوي من قبل الشيطان …فتسبب في فساده, ويؤكد داود النبي في سفر المزامير الفكرة فيقول “الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ” (مزمور 14: 3) هذه الغواية وهذا الفساد هو المتسبب في تلك الحالة المزرية التي وصل اليها آدم ليهرب من وجه الله ويخاف منه بعد أن اكتشف عريه، ولو سأل الله آدم هل تريد أن تعود تحت قيادتي؟ لأجاب آدم فوراً: نعم … ولذلك أراد الله أن يصلح ما أفسده الشيطان محبةً في ذلك المسكين الذي أغوي، وبعد الإصلاح ترك الله حرية الاختيار من جديد لآدم وأبناء آدم, إما أن يطيعوا الله ويرضوا بعمله أو يتمردوا، ونجد أن بعض أبناء آدم سجد لله وقال آمين, وآخرون قالوا حاشا، لابد ان نصلح نحن ما أفسدناه/ وبدأوا في مراثون من محاولات إصلاح فاشلة يسعون من خلالها أن يرضوا الله, ولكن صدقني: إن لم تترك نفسك لله ليصلح ما أفسده الشيطان فكل مجهود تفعله هباء؟ والرب يعطيك بصيرة وينير لك الطريق

الكاتب عماد حنا

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك