ماهي العقيدة المسيحيه ؟
Roma
ماهي العقيدة المسيحيه ؟
لم افهم العقيدة المسيحية أبداً، تقولون أن الله قتل نفسه من أجل أن يغفر للبشر خطيئة لم يرتكبوها في حقه نفسه!! أو قتل نفسه ليرضي نفسه , شئ عجيب .” والأعجب أن تقول أن هذا تتميم للعدل الألهي، فأي عدل هذا ؟
كل هذا الذي لم تفهمه في العقيدة المسيحية مرجعه القانون الالهي، دعني اسألك لتفكر، عندما يضع رئيس دولة قانوناً ليسير بموجبه رعاياه، هل يُعتَبَر هذا القانون فعّالاً أم لا؟ بالطبع، يكون فعّالاً ويسري على الجميع. وإن كان رئيس الدولة عادلاً، فهو سيُلْزِم جميع رعاياه بتطبيق القانون، وأي كسر للقانون يكون جزاؤه العقاب الذي ينص عليه القانون الذي وضعه، حتى وإن كان المتعدي على قانونه رئيس وزراءه أو أقرب المقربين إليه.
هذا قانون بشري، فإن كان هذا يحصل مع البشر نتيجة تعديهم على قوانين البشر، فكم بالحري مع القانون الإلهي؟
إلا أن هناك فرقاً، فمع أن العقوبة التي وضعها الله لمن يتعدى قانونه كانت صارمة، بحيث كانت الموت الأكيد، نجد أن محبة الله لم ترضَ أن تترك الإنسان لينال القصاص العادل من دون أن يقدم له العلاج المناسب (دم المسيح) والوسيلة المناسبة (تقديم الابن) والطريقة المناسبة (موت الصليب) المتمثل فيه بر الله وعدله. فهو لا يستطيع أن يترك الإنسان يَنْفًذ بجلده من عقوبة الخطية، لكنه في نفس الوقت لم يُرِد للإنسان أن يتعذب إلى الأبد. فما كان منه إلا أن أرسل الابن، ليتخذ شكلاً بشرياً (يوحنا 1: 14) ويأخذ صورة إنسان (فيلبي 2: 5-8) ليموت بدلاً عن الإنسان، تعبيراً عن محبة الله وتنفيذاً لعدله.
هل أدركت أخي الساءل محبة الله، أنا أعلم أنك تُدْرِك عدل الله، لكن إدراكك ليس كاملاً، لأنك تنظر إلى الله كمتجبر وكمن ينتظر الفرصة المواتية ليقتص من البشر. كما أنك ترى أن الله يمكن أن يتجاوز عن العدل الالهي من خلال ما تظنه غفران. الغفران الذي يتم متجاوزا العدل الالهي لا يسمى غفران، ولكن يجعل الله غير عادل
مع ذلك، اختار الكثير من البشر أن يلتفتوا بعيداً عن محبة الله، واستهزأوا بعدله، وهنا لا يستطيع الله أن يُجْبِر أي شخص ليختار العلاج الذي جهزّه له، لأن الله خلق الإنسان حُر الإرادة، وهو يحترم اختيار الإنسان، لكنه يحاسبه على اختياره. ليتك تغتنم هذه الفرصة قبل فوات الأوان.
الكاتب/ عماد حنا