حل أنقذ البشرية من جهنم؟!
Roma

حل أنقذ البشرية من جهنم؟!
المحتوي
لأن الله بحسب الإيمان المسيحي، ليس ذلك الجالس بعيدا على عرش في سماء السماوات، ينظر للإنسان بتعالٍ، على أنه عبد ذليل فاسد، يجب أن يفعل كل ما بوسعه ليُرضى الله، هذا السيد الغضوب شديد العقاب، بل يقوم الإيمان المَسيحي على أن الله، يبحث دائما عن حلول ينقذ بها الإنسان، بدلا من أن يلجأ للحل السهل، وهو أن يُلقي بالناس في النار ليعذبهم وينتقم منهم. لهذا دعونا ننتبع عبر أسطر هذه المقالة الهامة
شخص واحد قاد العالم للدمار
على مدار تاريخ البشرية ورث أبناء كثيرون أمراضا مميتة من آبائهم، بدأت تظهر أعراضها عليهم منذ لحظة ولادتهم!
🔍 بنفس الطريقة، نحن جميعًا وُلِدنا بطبيعة فاسدة ورثناها من آدم الذي هو أبو البشر، لكنه مع الأسف كان أول إنسان عصى الله.
هذه الطبيعة هي السبب في البُعد عن الله وارتكاب الخطايا والمعاصي، لأن القلب أصبح يميل للشر بشكل طبيعي.
يقول الكتاب المقدس “لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع” (رومية 6: 23).
أغرب تعريف للموت
هل تخيلت يومًا أن الموت لا يعني مجرد انتهاء الحياة على الأرض، بل هو انفصال كامل عن مصدر الحياة الحقيقي؟
لذلك الانفصال عن الله أدى أيضا إلى:
موت السلام – الفرح – المحبة – التسامح – الرحمة – الحرية إلخ
ما أدَّى لفساد الضمير – الجشع – الظلم – الخيانة – الغدر – التمرد – إلخ.
في وجهة النظر المسيحية، ليست المشكلة فقط في الأفعال الفاسدة، بل جذر الأمر موجود في طبيعة الإنسان الملوثة التي ورثناها منذ آدم.
الإله الوحيد الذي ضحى من أجل الإنسان!
💡 الحل إذا ليس في غفران الله فقط للإنسان… بل في تغيير الطبيعة الفاسدة الشريرة نفسها!
القضية هنا أصبحت أن نعثر على شخص كامل لم يرث هذه الطبيعة من آدم؛ يكون فدية للإنسان الفاسد أو يُعاقَب مكانه! وتكون فديته كافيه أن تشمل كل البشر. تُرى هل يوجد شخص على وجه الأرض ليست به هذه الطبيعة؟!
ما رأيك أن نستكشف معًا هذه الفكرة؟
باختصار ودون أن أطيل عليك (الكمال لله وحده)
ليس كامل بلا طبيعة فاسدة إلا الله
ولكي أعود أنا (الإنسان) للتواصل مع الله أحتاج لقلب جديد غير فاسد
وكي أحصل على هذا القلب أحتاج لشخص يموت بدلا عني وعن كل البشر ليدفع عقوبة الخطية؛ وإلا ستتم إبادة الجميع؛ لأن الجميع يحمل طبيعة فاسدة موروثة والجميع محكوم عليه بالموت!
من هنا قرر الله الكامل أن يأتي إلى الأرض في صورة إنسان كامل
ولكي يكون إنسانا كاملا، اتخذا جسدا بشريا فكان الإله الكامل والإنسان الكامل هو (السيد المَسيح)، الذي لم يفعل ولا خطية واحدة رغم تعرضه لكل تحديات العالم وتحديات إبليس أيضا. الذي أتى من رحم السيدة العذراء بقوة إلهية وهو الذي مات بدلا عن الإنسان ليكون فديةً عنك وعني. “لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!” (رسالة رومية 5: 17).
وكل من يقبل هذا الفداء يأخذ الله منه اتجاه قلبه الفاسد ويعطيه قلبا جديدا. لكن ما دليلُنا أن (عيسى) هو الله الكامل والإنسان الكامل؟!
مقارنة ستقودك للإله الذي يجب أن تعبده!
لديَّ اقتراح بسيط أتمنى أن يكون بديلاً عن الجدالات العقائدية:
دعنا نقوم بمقارنة بسيطة بين صفات السيد المسيح المذكورة في الكتاب المقدس، وبين المفاهيم التي تعرفها عن الله الحقيقي:
✅ قارن بين المحبة والرحمة والغفران في المسيح وبين الصفات الإلهية التي تتوقعها.
✅ قارن بين تعامل المسيح مع الخطاة وبين التعامل الذي تتوقعه من إله قدوس.
✅ قارن بين سبب اتباع الناس للمسيح: هل هو خوف من العقاب؟ أم محبة عظيمة لله الذي أحبنا أولاً؟
✅ قارن بين كيف يرى المسيح الإنسان، وبين النظرة التي يقدمها أي إيمان آخر.
الخلاصة عزيزي القاريء،
يقوم الإيمان المَسيحي على أن الله يبحث عن حلول ينقذ بها الإنسان بدلا من أن يلجأ للحل السهل وهو أن يُلقي بالناس في النار ليعذبهم وينتقم منهم. ولأن الأمر ليس مجرد أن يغفر لهم من السماء بل أن يدفع شخص ثمن عقوبة الخطية عن الجميع وأن ينال البشر قلبا جديدا قادرا على إعادة التواصل مع الله، أتى الله بنفسه للأرض ودفع ثمن العقوبة وأعطى كل مَن يقبل هذا الفداء العظيم قلبا جديدا وحياةً جديدة هنا على الأرض وفي الآخرة.
هو إله قريب جدا من البشر يحبهم لأنهم أحباؤه وليسوا عبيدا عنده.
“لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.” (إنجيل يوحنا 15: 13).
ندعوك أن تفكر جيدا في هذا الكلام وأن تصرخ لله من قلبا طالبا منه أن يكشف لك الحقيقة وأن يثبت لك بنفسه إن كانت هذه العقيدة صحيحة أم لا وبكل تأكيد هو يسمع ويستجيب.
بقلم مينا نبيل