المسيح ابن الإنسان

Roma

المسيح ابن الإنسان

     لقب ابن الإنسان” من أكثر الألقاب التي أطلقت على يسوع المسيح، وهو اللقب الذي يُسئ البعض فهمة سواء عمدًا أم جهًلا – ويدعون أن المسيح هو ابن الإنسان أو ابن البشر ومن ثم فهو ليس الله الظاهر في الجسد، فما هي حقيقة هذا اللقب؟

إن لقب ابن الإنسان لقب مفضل أطلقه المسيح على نفسه كثيرًا، فهو من ألقاب المسيا ولكنه لا يحمل مضمونًا سياسيًا. وقد جاء هذا اللقب في العهد القديم (مز4:8، سفر حزقيال، دا 7: 13و14، دا 17:8) وهذا اللقب في اللغتين العبرية والآرامية يعنى: إنسانًا ولكن لكل لقب معنى لغوى، ومعنى اصطلاحي

وعندما أطلق هذا اللقب على المسيح، كان مصدره هو ما جاء في (دانيال7: 13و14) “كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل “ابن إنسان” آتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه فأعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدى”.

وعندما أطلق المسيح على نفسه لقب ابن الإنسان، لم يكن يعنى إنسانًا فقط بل هو الله الظاهر في الجسد، والأدلة على ذلك:

1-ابن الإنسان هو المخلص والفادي:

في قصة زكا قال المسيح: “اليوم حصل خلاص لهذا البيت.. لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك” (لو 10:19).

وقال أيضًا: “إن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين”. فابن الإنسان هو المخلص والفادي، والمخلص والفادي هو الله

2-ابن الإنسان له سلطان مغفرة الخطايا:

عندما قال المسيح للمفلوج “يأبني مغفورة لك خطاياك وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف. من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده (مر2: 5-7). فقال لهم يسوع: “لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا (مر10:2)، ولكي يؤكد لهم هذا السلطان، قال للمفلوج: “لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك، فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بُهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط”(مر2: 11و12). إن سلطان مغفرة الخطايا لله وحده، وابن الإنسان غفر الخطايا. إذًا ابن الإنسان هو الله الظاهر في الجسد

3-ابن الإنسان كلىَّ الوجود:

قال المسيح للمعلم اليهودي نيقوديموس: “ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء”(يو13:3). الله كلىَّ الوجود بمعنى أنه موجود في كل مكان في نفس الزمن، وابن الإنسان موجود في كل مكان (السماء والأرض) في نفس الزمان، إذًا ابن الإنسان هو الله الظاهر في الجسد.

4-ابن الإنسان هو الديان:

لقد جاء ابن الإنسان ليخلص، وفى مجيئه الثاني سيكون هو الديان. قال المسيح: “يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان”(مت13: 41-42 وانظر أيضًا مت28:19، لو 27:21، أع 31:17)

الديان هو الله، لأن الديان لابد أن يكون كلىَّ الوجود، كلىَّ المعرفة، كلىَّ القدرة، و”الآب لا يدين أحدًا بل قد أعطى كل الدينونة للابن”(يو22:5) وابن الإنسان هو الذى يدين لأن الدينونة جزء من عمل الفداء. وكما يقول الرسول بولس: “من هو الذي يدين؟ المسيح” (رو 24:8)

إذًا الله هو الذي يدين، والمسيح ابن الإنسان هو الذي يدين، إذًا ابن الإنسان هو الله الظاهر في الجسد.

ونختم هذه المقالة بما كتبة الأستاذ عبد الكريم الخطيب:” إن كلمة ابن الإنسان التي ترد على لسان السيد المسيح تحمل في مضمونها المعنى الذي يراد من كلمة الله (مت 41:13 , 28:19). وابن الإنسان حسب المعتقد المسيحي، هو السيد المسيح أو هو الله الذي تجسد في السيد المسيح”.

إذًا لقب ابن الإنسان، يؤكد إلوهية المسيح، لأن ابن الإنسان له صفات الله، ويعمل أعمال الله، ومن يتصف بصفات الله، ويعمل أعمال الله، لابد أن يكون هو الله.

الكاتب د. فريز صموئيل 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك