ولو أضطررت أن أموت معك

Roma
ولو أضطررت أن أموت معك

ما معنى قول بطرس (ولو أضطررت أن أموت معك)؟

جاء في انجيل مرقس “وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ. وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ! فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ. وَهَكَذَا قَالَ أَيْضاً الْجَمِيعُ.” (مر14: 27-31)

ان قول بطرس والتلاميذ هنا “وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ” لدليل على معرفة التلاميذ له بأنه إنسان مُعرَّض للهلاك والموت، وأن هرطقة الاتحاد بينه وبين الله والروح القدس من الخرافات التي دخلت فيما بعد على دين عيسى عليه السلام وأفسدت رسالته الحقة.

وكيف يكون هو الإله والله هو الحى الباقى الذي لا يموت؟

هذا حقيقي، أتفق معك أن موت المسيح حقيقة عرفها التلاميذ سواء من تصريح المسيح المباشر, أو بحسب النبوات التي كانت لديهم.
والسؤال هو هل يتعارض هذا مع هوية المسيح؟، مثلما تحاول أن تقنعنا؟ .. بالتأكيد لا .. لنتعرف على هوية المسيح التي عرفها النلاميذ ورأوهيا بعيونهم، وقد دونت في نفس الأناجيل

1. سيطرة المسيح على الريح:

في يوم من الايام صرف المسيح الجمع وقال لتلاميذه اركبوا السفينة، وركبوا السفينة وهاجت الريح، ليظهر المسيح ويأمر الريح (اسكت ابكم) فاطاعت الريح، هذا ما رأوه التلاميذ، وتستطيع أن تقرأ النص كامل متى 8: 23-27

2. راى التلاميذ قدرته على مغفرة الخطايا، فلقد غفر للملوج خطاياه، وعنما استغرب المشاهدين هذا الأمر اثبت قدرته بأنه أمر بالشفاء فشفي،

(اقرأ القصة في لوقا 5: 17-26 – بالطبع أن يقول شخص “مغفورة لك خطاياك” أسهل جداً من أن يقول “قم احمل سريرك وامش.

” لأن الأولى لا تتطلب برهاناً بينما الثانية تتطلب برهاناً قاطعاً. والأولى في علم الغيبيات، بينما الثانية في علم المدركات. الأولى تقع في سلطان الله المُطْلَق، بينما الثانية مع بعض الجهد والمعرفة والتقنية الطبية، يمكن أن يصنعها الأطباء. لذلك جاء شفاء السيد المسيح للشخص المفلوج بسلطان كلمته فقط ومن دون أي تدخُّل طبي أو جراحة، برهاناً وتأكيداً على صدق غفرانه لخطية ذلك الشخص. فعمله المُعجزي أيَّدَ كلامه بأن خطايا هذا الشخص قد غُفِرَت. فمَنْ يغفر الخطايا سوى الله؟ وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا!!
يوجد أدلة كثيرة، لقد أتيت لك بنموذج فقط، هل عرفت من هو السيد المسيح؟

إنَّه الله الظاهر في الجسد, وبشهادة الأناجيل. ولأنه ظهر في الجسد، يتعرض الجسد لكل ما هو محسوس من ألم وراحة؛ جوع وشبع؛ نوم وقيام؛ فرح وحزن؛ وغيرها من الوظائف الطبيعية للجسد، بالإضافة إلى الموت والقيامة اللذان هما خارج الوظائف الطبيعية للجسد. ظهور الله في الجسد لا يُفْقِده ألوهيته وهو موضوع ليس غريباً عليك، إن كنت تفتش بشكلٍ حيادي وأمين. أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.”( يوحنا 14: 15-16)
إذا فهذا الموضوع ليس دخيلاً ولكن في هذا التوقيت لم يكن التلاميذ فيه يعرفون شيئاً، كانت لهم فقط مسؤولية مراقبة السيد ليتعلموا منه حياة سيعيشونها بعد هذا

الكاتب / عماد حنا 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك