هل كانوا شهود زور؟ أم شهدوا بما قاله المسيح؟

Roma
هل كانوا شهود زور؟ أم شهدوا بما قاله المسيح؟

هل كانوا شهود زور؟ أم شهدوا بما قاله المسيح؟

من العجيب أن كتبة الأناجيل نسبوا شهادة الزور للذان أو للذين شهدوا على يسوع أنه يقول أني أنقض الهيكل وأبنيه في ثلاثة أيام

ولا ندري عددهم أهم شخصان أم مجموعة من الناس فالأناجيل إختلفت في ذلك ولكن يقول إنجيل متى

“فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ لَمْ يَجِدُوا. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ،

وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ” (مت26: 60-61) لاحظ أنهما هنا شاهدان فقط

ثم يقول أيضاً في إنجيل مرقص ” ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُوراً قَائِلِينَ. نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ:

إِنِّي أَنْقُضُ هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ»” (مر14: 57- 58) ولاحظ هنا أنهم قوم ( مجموعة )
فالعجب كل العجب أن نسب كتبة الأناجيل للشهود الذين شهدوا على يسوع أنهم شهدوا زوراً لأن يسوع

قال هذا بالفعل كما في إنجيل يوحنا ” جَابَ يَسُوعُ: «انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ».

فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ أَفَأَنْتَ فِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟” (يو2: 19-20)
فلا أدري أين شهادة الزور هنا ؟ الناس شهدوا بما قاله يسوع بالفعل! فلماذا نسبتموهم إلى شهادة الزور ؟

يمكن للشهود الزور أن يستخدم نفس الكلام بعد إعطاءه مدلول آخر غير ما يريد قائله أن يقوله،

وهذا يكفي لتوصف هذه الشهادة بأنها شهادة الزور… وقد حاول اليهود أن يوقعوا السيد المسيح في مشكلة بأنهم سألوه في يوم من الأيام عن إعطاء الجزية لقيصر

“حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ

قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالْحَقِّ، وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ، لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ فَقُلْ لَنَا: مَاذَا تَظُنُّ؟

أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟»

فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ:«لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَارًا. فَقَالَ لَهُمْ:«لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟

قَالُوا لَهُ:«لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ:«أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا ِللهِ ِللهِ” (متى 22: 15-21) وهنا نرى شيء مشابه، أنظر معي.
المسيح قال أنقض الهيكل، وهم قالوا إن المسيح قال: أنقض هيكل الله، والمعروف أن الحاكم هيرودس هو من بني الهيكل، وكأنهم يحاولون أن يقولوا أن المسيح يستخف بما عمله الحاكم، وهو قادر أن يبنيه في ثلاث أيام … تغيير المعنى وتغيير الهدف وإضافة كلمة الله لكلام المسيح يعد شهادة زور
من يشهد الزور ليس من الضروري عليه أن يؤلف كلاماً، ولكن أن يضع الكلام في غير سياقه أو يضيف أو يحزف كلمة أو كلمتين لتغيير المعنى يكفي لكي يعتبر شهادة زور … هل اقتنعت؟
لقد كان المسيح يتكلم عن هيكل جسده, أما هم فنسبوا كلامه لهيكل الله الذي في أورشليم, أليس هذا التحوير شهادة زور؟ أما في مرقس فالأمور أوضح إذ قالوا أن المسيح قال “أني أنقض” … بينما المسيح قال “أنقضوا” … “وأنا” … بمعنى أن الهدم لهم والبناء له … بينما هم أرادوا أن يلصقوا به الأمر كله … أليس هذا تزوير؟

الكاتب / عماد حنا

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك