المسيح هو الملك الموعود به ؟
Roma

المسيح هو الملك الموعود به ؟
المحتوي
فسر ما يلي :
ماذا تعنى عندكم هذه الفقرة: “لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!” (مت23: 39)؟
لو كان المسيح هو الله فكيف سيأتي باسم الرب لماذا لا يأتي باسمه هو؟
هذا التعبير هو اقتباس من المزمور 118 وهو أحد مزامير التسبيح. وقد كانت هذه المجموعة من المزامير تُرَنَّم أثناء الاحتفال في عيد الفصح. كما أن المناسبة التي اقتبسها البشيرون الأربعة كانت مناسبة دخول السيد المسيح له المجد إلى أورشليم (انظر متى21: 9؛ مرقس11: 10؛ لوقا19: 38؛ يوحنا12: 13)، والتي تُعرَف بالدخول الانتصاري، تتميماً لنبوة “اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَان” (زك 9: 9)
وبما أنها كانت تتميماً لهذه النبوة فينبغي أن ننظر إليها في ضوء ذلك السياق.
فالمسيح الذي يدخل إلى أورشليم والجموع التي تتقدمه وتتبعه وهي حاملة السعوف وتفرش ثيابها وأغصان الشجر في الطريق ليمر عليها موكب الملك وهو في طريقه إلى أورشليم. هذا المسيح هو الملك الموعود به، وهو أمر معروف ليس للمسيحيين فقط، بل أيضاً لليهود ومفسريهم. ومع أن اليهود لا يؤمنون أن يسوع هو المسيح، فبالنسبة لهم، لازالوا في انتظار مجيء المسيا، لكن هذا لا ينفي حقيقة هويته المتنبأ عنها في العهد القديم.
إذا فالمسيح الكلمة المتجسد هو الآتي باسم الرب، فهو هنا العبد المتالم المرسل بأسم الرب، وهو المبارك
لنرجع إلى صيغة سؤالك، أنت تقول ما معناه/ بما أن المسيح قال “لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّب” (متى 23: 39) فهذا دليل على أنه ليس هو الرب، أليس هذا مضمون سؤالك؟
حسناً، لقد قال السيد المسيح “مَجْدًا مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ، وَلكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللهِ فِي أَنْفُسِكُمْ. أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟ «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟»” (يوحنا 5: 41-47)
في العدد 43 يقول السيد المسيح أنه قد جاء باسم أبيه، لكن اليهود رفضوه. وكما أوضحت سابقاً أن البنوة التي للمسيح وبحسب ما فهمها اليهود هي المساواة. .
ويقول لنا يوحنا الرسول ما يلي عن يسوع وعن مواجهته مع اليهود: “فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِالله” (يوحنا 5: 17-18) فعندما يكون معنى كلمة “أب” مع ضمير الملكية “ي” معناه المساواة بالله (لاحظ يوحنا 10: 30 “أَنَا وَالآبُ وَاحِد”؛ يوحنا 14: 9 “اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآب”)،
هذا يعني أن قول المسيح في (مت 23: 39) يساوي القول في (يوحنا 5: 43) وبالتالي يكون المسيح قد جاء باسمه هو.
لقد فهم اليهود النصوص التي اقتبسها يسوع تماماً وقد تصرفوا بناءً على ذلك الفهم، ففي المقطع (يوحنا 5: 17-18) أرادوا أن يقتلوه لأنهم اعتبروا كلامه تجديفاً. أما في المقطع (متى 22: 41-46) فقد وصلت إليهم فكرة أن المسيح المذكور عنه في المزمور الثاني في قول داود: قال الرب لربي، ليس هو ابن داود فقط ولكنه رب داود. لذلك لم يستطيعوا أن يجيبوه بكلمة. فكيف يعترفون بمن قد أنكروه للتو؟ لهذا السبب جاء قوله “إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّب.” هل وضحت الصورة؟
الكاتب /عماد حنا