هل يريد الرب أن يُخلص الناس أم يصدقوا الكذب ويهلكون ؟
Roma

هل يريد الرب أن يُخلص الناس أم يصدقوا الكذب ويهلكون ؟
المحتوي
لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ” (1تي 2: 3-4)
“وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ.” (2 تس 2: 11-12)
(1تي2: 4) ، وهذا واضح من بدء الخليقة عندما أعطى وصيته لآدم بخصوص الأكل من الثمار. كذلك يقول الكتاب المقدس، “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.”(يوحنا 3: 16). لذلك لا توجد مشكلة في تلك الآية الموجودة في تيموثاوس الأولى 2: 3-4 لأن هذا هو الاتجاه العام للفكر الإلهي في الكتاب المقدس.
إذا فالمطلوب منا أن نشرح الآيات الأخرى الموجودة في تسالونيكي حتى نعرف المقصود منها: لنقرأ الجزء كله
“ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ، أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ، كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هذَا؟ وَالآنَ تَعْلَمُونَ مَا يَحْجِزُ حَتَّى يُسْتَعْلَنَ فِي وَقْتِهِ لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ، وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ.” رسالة تسالونيكي الثانية 2: 1-12
من النص/ ما هي هوية الذين سيرسل الله لهم عمل الضلال؟!!
إنهم من لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا … الذين تركوا آذانهم وقلوبهم مرتعاً للشيطان, يمرح فيها كما يشاء … هؤلاء بحسب التعبير الكتابي سيرسل لهم عمل الضلال, والمعنى أنه لن يتدخل ولن يعيق هذا العمل لأنهم لم يطلبوا أساساً منه التدخل. إننا إذا قبلنا عمل الله أصبحنا محروسين بقوة الله كما قال الرسول بطرس في رسالته (1بط1: 5), ولكن هذه الحراسة لا وجود لها لمن يتركون أنفسهم تحت هيمنة وسيطرة الشيطان. وتكون النتيجة أن الشيطان يضلهم
من جديد نقول، الله يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون, ولكن مسؤولية الإنسان هنا أن يقبل ويأتي الى الحق حتى يعرفه, وينال البركات من هذا القبول. أما إذا رفض تلك العطية فسيكون كالعصافة التي تذريها الريح, بدون حراسة, بدون أمان إلهي, فتكون النهاية الحتمية أن يُصَدّق هؤلاء الكذب الذي مصدره الشيطان.
وبالتالي سوف يستحقون دينونة الله, الذي أعطاهم الدعوة في البداية أن يقبلوا إليه ولكنهم لم يصدقوه.
الكاتب /عماد حنا