الدليل على تحريم تعدد الزوجات

Roma
الدليل على تحريم تعدد الزوجات

أين الدليل على تحريم تعدد الزوجات ؟

الثابت تاريخياً أن تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور كالأنبياء وغيرهم، وفي العهد الجديد نجد نصوصاً تبيح التعدد كالنص التالي:

“فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ، (1تي3: 2)

وهذا يعني أن اللوم على اكثر من واحدة خاص بالاسقف فلا يشمل كل الرعية والناس .
وفي نفس الرسالة يقول “لِيَكُنِ الشَّمَامِسَةُ كُلٌّ بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، مُدَبِّرِينَ أَوْلاَدَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ حَسَناً،” (1تي3: 12)

وبهذا نستشف ان التعدد غير مباح للشماس أو المدبر في الكنيسة فلا يشمل بقية الناس والرعية .
والمسيح نفسه ضرب مثلاً في إنجيل متى بعشرة من العذراى كن في انتظار العريس وأنهن لجهالة بعضهن لم يستطعن الدخول معه فأغلق الباب

دون هذا البعض لأنهن لم يكن قد أعددن ما يلزم – فلو أن التعدد كان غير جائز عنده ما ضرب المثل بالعذراى العشر اللائي ينتظرن عريساً واحداً .

لسنا محتاجين لوجود نص يحرم التعدد حتى نمنع التعدد، فيكفينا أن نعرف إرادة الله. وهدفه من تكوين الأسرة حتى نكتشف فكر الله في هذا الموضوع،

والجدير بالذكر أنه لا يوجد نص أيضاً يبيح التعدد.
فلكل من يقول أن الكتاب المقدس أباح التعدد أقول أعطني نصاً واحد في الكتاب المقدس يبيح التعدد حتى يكون مبرراً لأسير وراءه. وأقول هذا على وجه العموم فلا يوجد نص لا في العهد القديم ولا في العهد الجديد يبيح هذا التعدد. ولكن هناك نصاً واضح في سفر التكوين وقد شرحه السيد المسيح, يؤكد إرادة الله تجاه هذا الموضوع, فنرى الله يخلق امرأة واحدة لرجل واحد, لا أكثر ولا أقل. وقال كاتب سفر التكوين “من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته” فيصير الاثنان جسدا واحداً … هذا الالتصاق الذي صنعه الله من خلال الزواج هو ما يريده الله, ولا يصلح بتعدد الزوجات مطلقاً.
نأتي لتفنيداتك ونرد عليها واحدة واحدة.

وبالنسبة لشروط اختيار الاسقف أو الشماس ، لا أدري كيف وضعت هذا النص ليكون نصاً يبيح التعدد. هذا النص يضع شروطاً للأسقف أن يكون بعلاً لامرأة واحدة. إذاً فالمفضل أن يكون للرجل زوجة واحدة, وأقول المفضل لأنه في ذلك الوقت كان كثيرون يأتون للإيمان ولديهم ثلاث أو أربع زوجات … فهل يتركون زوجاتهم؟! … هذا ليس عدلاً ولا مسرة لقلب الله أن تظلم امرأة من جراء الإيمان بيسوع المسيح, فتظل الزوجات مع رجالهن إلاّ إذا أردن غير ذلك … وهذا كان في الجيل الأول من المسيحية، ونتاج لدخول وثنيين لهم أكثر من زوجة. لكن بحلول الجيل الثاني من المسيحيين انتهت هذه المشكلة. إذ أن المولود في المسيحية لم يكن يتزوج إلاّ واحدة فقط. فانتهت المشكلة من تلقاء ذاتها.

وأنا أستغرب بدوري كيف وأنت قد أتيت بنصوص من هنا وهناك، لم تذكر النص الوارد في سفر التكوين عن لامك، اقرأ معي،

“وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً، فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ. وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ. وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ، وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ.” (تك 4: 17-19)
لاحظ لو لم يكن أمراً غريباً أن يتخذَ لامك لنفسه امرأتين لما تم ذكره في سلسلة النسب الصغيرة هذه. مما يؤيد أن هذا العمل كان غريباً ودخيلاً على النمط الذي خلقه الله من البدء، رجلٌ واحدٌ لامرأةٍ واحدةٍ.

وبالنسبة لمثل المسيح عن العشر عذارى أقول: هذا المثل بالذات يشبه قصة في العهد القديم في سفر أستير، دعني أسردها لك

“لِيُطْلَبْ لِلْمَلِكِ فَتَيَاتٌ عَذَارَى حَسَنَاتُ الْمَنْظَرِ, وَلْيُوَكِّلِ الْمَلِكُ وُكَلاَءَ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِهِ لِيَجْمَعُوا كُلَّ الْفَتَيَاتِ الْعَذَارَى الْحَسَنَاتِ الْمَنْظَرِ إِلَى شُوشَنَ الْقَصْرِ، إِلَى بَيْتِ النِّسَاءِ، إِلَى يَدِ هَيْجَايَ خَصِيِّ الْمَلِكِ حَارِسِ النِّسَاءِ، وَلْيُعْطَيْنَ أَدْهَانَ عِطْرِهِنَّ, وَالْفَتَاةُ الَّتِي تَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، فَلْتَمْلُكْ مَكَانَ وَشْتِي». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ، فَعَمِلَ هكَذَا.” (أستير 2: 2-4)
وهنا نرى السيد المسيح يعيد سرد تلك القصة التي أراد فيها الملك أن يختار لنفسه زوجةً فجمع كثير من النساء لكي يتطيبنَ. فهنا لا يوجد تعدد بل يوجد اختيار،

ولكن الاختيار تم من بين اللذين دخلوا وليس من بين الذين بقوا في الخارج.

زد على ذلك أن بولس الرسول يريد أن يكون الجميع مثله أعزباً، إلاّ أنه يعترف بأن ليس الجميع هكذا، بل لكل إنسان موهبته، البعض يتزوج والبعض الآخر يبقى أعزباً.

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك