عيد الأسابيع
Roma
عيد الأسابيع
كان لهذا العيد اليهوديِّ ثلاث تسميات: عيد الحصاد وعيد أوائل الثمار وعيد الأسابيع،
وأُطلق عليه عيد الخمسين؛ لأنَّه يقع في اليوم الخمسين بعد الفصح اليهوديِّ.
كان هذا العيد من حيث تسميته “عيد الأسابيع”
يبدأ مباشرةً بعد عيد الفطير بتقديم أوَّل حزمةٍ من حصاد الشعير، وينتهي في عيد الخمسين
بتقديم أوَّل رغيفين من حصاد القمح، وكان يُحتفل بعيد الخمسين يومًا واحدًا
وهو من أعياد اليهود الثلاثة الكبرى الثانويَّة التي كان على جميع ذكور بني إسرائيل أن يظهروا فيها أمام الربِّ.
كان هذا العيد عند اليهود عيد فرحةٍ وبهجة، وكان يقع في ألطف فصول السنة ولذا كان يجذب أعدادًا ضخمةً من
اليهود الزائرين من البلاد والأقاليم الأخرى إلى أورشليم، ويصف المؤرِّخ اليهوديُّ يوسيفوس هذا العيد، ويتكلَّم
عشراتِ الآلاف الذين كانوا يجتمعون حول الهيكل في هذه المناسبة، وكان عددٌ كبيرٌ من اليهود الوافدين من
بلادٍ بعيدةٍ إلى أورشليم لحضور عيد الفصح يبقون فيها حتَّى يحضروا هذا العيد أيضًا.
كان عيد الخمسين بحسب ما جاء في الكتب المقدَّسة هو عيد الحصاد، لكنَّه كان أيضًا هو عيد الاحتفال السنويِّ بتذكار تسلُّم الشريعة في سيناء،
فقد قيل إنَّ موسى استلم الشريعة فوق جبل سيناء في اليوم الخمسين لخروج بني إسرائيل من مصر؛ ومن هنا جاءت تسميته بالعبريَّة “عيد البهجة بالناموس”.
وكانت هناك عادةٌ يهوديَّةٌ قديمةٌ حرص اليهود عليها في العصر اليهوديِّ، إذ كانوا يقضون الليلة السابقة لعيد الخمسين في تقديم الشكر لله من أجل عطيَّة الناموس، ولعلَّ هذا هو السبب الأساس الذي جعل الكنيسة تستلم عطيَّة الروح القدس في التوقيت نفسه، وفي اليوم نفسه، وكأنَّ السماء أرادت أن تعطي هبة الروح القدس ليحلَّ محلَّ الناموس في الحياة المقبلةِ للكنيسة.
مرجع: الكنيسة المسيحيَّة في عصر الرسل، الأنبا يؤانس
إعداد/ عماد حنَّا