عدل الله

Roma

عدل الله

مثلما حدث ذلك التغيير في حياة آدم وحواء من جراء تناول الشجرة، كان الأجدر أنه يحدث نفس التغيير السريع عندما دفع المسيح الثمن، وإذا كان التغيير الذي هو نتيجة العصيان قد شمل الجنس البشري جميعا في آدم وحواء، كان من المروض أن التغيير يكون شامل بعد أن سدد المسيح الثمن، أي فور موته وقيامته، نتائج العصيا للجميع فيكون نتائج سداد الثمن للجميع أيضا

إذا فعل الله ما تفضلت واقترحت بعد صلب المسيح فسيكون الله في هذا الوضع غير عادل بالتأكيد
لماذا؟  … فكر معي

• لأنه يكون قد ميز فترة من الزمن وهي تلك التي تلي عمل المصالحة عن تلك الفترة التي كانت قبل المصالحة … فما ذنب هؤلاء الناس الذين عانوا من جراء الخطية قبل مجيء المسيح إلا مجرد أنهم ولدوا قبل عمل المسيح الفدائي على الصليب؟!!
• إذا فعل هذا الأمر لكان قد ألغى إرادة الانسان في قبول العمل أو رفضه, منذ البداية كان الله يقول للإنسان وصاياه ويقول له: “أطعني” … وذلك منذ بداية علاقة الإنسان بالله في الجنة, ونحن نرى الله وقد أوجد شجرة معرفة الخير والشر ووضعها في وسط الجنة أمام عيون آدم، ونهاه عن الأكل منها ولكنها ظلت أمامه في وسط الجنة تعلن أن الانسان يقبل طاعة الله، أو تعلن رفضه طاعة الله إذا مد يده وأكل منها.
هناك حقيقه هامة وهي أن الله فوق الزمان, ولكن لما جاء ملء الزمان جاء وعمل المصالحة، كان هذا العمل لكي يستفيد منه البشر جميعاً … سواء بعد صلب المسيح أو قبل صلب المسيح. فكل من أطاع الله في حدود الإعلان المعطى له يكون قد تصالح مع الله وسيجد الجزاء الرائع بدخوله ملكوت السموات (الجنة) في نهاية المطاف … كيف سيدخل؟ على حساب دم المسيح سواء عرف به أو لم يعرف … المطلوب منه الطاعة على حسب الإعلان المقدم له
فإبراهيم خليل الله دخل السماء، ليس من واقع اعماله ولكن على حساب المصالحة التي قام بها المسيح. فالمسيح هو الطريق الوحيد للسماء … ما بعد قيامة المسيح أصبحت مسؤولية البشر أكبر في التصديق والقبول، لأن العمل قد تم بالفعل … التمرد على عمل الله هو ما يبعدنا عن العلاقة الحقيقية مع الله، فإذا قبلنا عمل المسيح يرسل لنا معزيا رائعا هو الروح القدس الذي يساعدنا على إتمام وصاياه ويكون شفيعا لنا أمام الله … فإذا أطعنا حصلنا على امتيازات أرضيه لا يشعر بها من لم يطع، وفي النهاية تكون المكافأة لمن يقبل …

الكاتب عماد حنا 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك