كيف يموت الأسد مرتان ؟

Roma
كيف يموت الأسد مرتان ؟

كيف يموت الأسد مرتان ؟

يقول كاتب سفر صموئيل الأول: “فقال داود لشاول كان عبدك يرعى لابيه غنما فجاء اسد مع دب واخذ شاة من القطيع. فخرجت وراءه وقتلته وانقذتها من فيه ولما قام عليّ امسكته من ذقنه وضربته فقتلته” (1صم 17: 34، 35)

 لاحظ عزيزي القارىء كيف تم امساك الأسد من ذقنه! ولاحظ أنه أمسكه من ذقنه وضربه في الوقت ذاته! ولاحظ أنه قتل الدب أيضاً !!!!  والسؤال هنا هو : 

كيف يموت الأسد مرتان ؟

لفهم العبارة علينا أن نلجا إلى ترجمات عربية اخرى، لأن الترجمة التي استخدمتها كانت قديمة (منذ مائتي عام) حيث أن القتل في هذا الوقت يمكن أن يستخدم في حالة الضرب المبرح، فترجمت الفعل الأول (من الفعل العبري نكا) إلى قتل بدلاً من ضرب، إلاّ أن المعنى مفهوم وواضح من سياق النص، لاحظ أن الترجمات العربية الأخرى قامت بترجمة الفعل بشكل صحيح إلى ضرب بدلاً من قتل. حتى أن اللغة التي وردت هي لغة قصصية، حيث كان داود يتحدث إلى الملك شاول عن ما كان يفعله أثناء حراسته لقطيع أبيه. فجاء السرد بالشكل التالي: “فقال داود، عبدك راعي خراف، فكنت أحرس الخراف وعندما كان يأتي أسدٌ أو دبٌ ويخطف أحد الخراف، كنت أذهب وراءه أضربه وآخذ الخروف من بين أسنانه، وإن وثبَ عليَّ، كنت أمسكه من فكِّه وأضربه فأقتله.”

 على أي حال,  إليك النص في بعض الترجمات العربية الأخرى وكلها ترجمات أوضح من ترجمة فاندايك التي استخدمتها أنت:

الترجمة العربية المشتركة:

“فأجابَهُ داوُدُ: كُنتُ يا سيِّدي أرعى غنَمَ أبي، فإذا خطَفَ أسدٌ أو دبًّ شاةً منَ القطيعِ، خرَجتُ وراءَهُ وضَربتُهُ وخلَّصتُها مِنْ فَمِهِ، وإذا وثَبَ عليَ أمسَكتُهُ بِذَقنِه وضَرَبتُهُ فقَتلتُهُ.”

الترجمة اليسوعية: 

“فقالَ داُودُ لِشاوُل: “كانَ عَبدُكَ يَرْعى غَنَمَ أَبيه، فكانَ يأتي أَسَدٌ وتارَةً دُبٌّ ويَخطَفُ شاةَ مِنَ القَطيعِ. فكُنتُ أَخرُجُ وَراءَه وأَضربهُ وأُنقِذُها مِن فَمِه. واذا وَثَبَ علَيَّ، أَخَذتُ بِذَقنِه وضَرَبته فقَتَلته.” 

ترجمة كتاب الحياة:

“فَقَالَ دَاوُدُ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى ذَاتَ يَوْمٍ غَنَمَ أَبِيهِ، فَجَاءَ أَسَدٌ وَدُبٌّ وَاخْتَطَفَ شَاةً مِنَ الْقَطِيعِ. فَسَعَيْتُ وَرَاءَهُ وَهَاجَمْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ أَنْيَابِهِ. وَعِنْدَمَا انْقَضَّ عَلَيَّ قَبَضْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ.” 

الكاتب /عماد حنا 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك