كيف يكون يهوذا الخائن ديان؟
Roma

كيف يكون يهوذا الخائن ديان؟
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.(مت19: 28)
كيف يشهد يسوع أن يهوذا الخائن سيكون ديان
نحن نعرف ونثق أن هناك ديان واحد سوف يدين المسكونة بالعدل والاستقامة (مزمور 99: 1). وبالرغم من هذا الأمر، فقد وعد السيد المسيح تلاميذه بأن يكافئهم على تضحياتهم التي قاموا بها في سبيل الملكوت ومن خلال ترك كل شيء والسير خلفه. ولكي لا تختلط الأمور فيجب توضيح أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمقطع الذي تفضلت باقتباسه حضرتك.
نقرأ في متى 10 بأن يهوذا كان ضمن التلاميذ حين أرسلهم السيد المسيح للكرازة وأعطاهم سلطاناً ليشفوا كل مرضٍ وليُخرجوا الشياطين من البشر، باسم المسيح. وبالتأكيد قام يهوذا بهذا العمل ونجح فيه. لكن لم ينفع معه، لأنه كان في وادٍ آخر، وكانت له غايات وأهداف تختلف عن غايات وأهداف السيد المسيح. كما أن القدرة التي أعطاها السيد المسيح لتلاميذه، آنذاك، كانت قدرة وقتية تختص بتلك الفترة، ولهدف كرازي.
وعندما نصل إلى متى 19 نجد أن الكلام الذي تكلم به السيد المسيح جاء في سياق رفض الشاب الغني أن يتبع يسوع، لأنه كان صاحب أموال كثيرة، رفض أن يترك أمواله ويوزعها على الفقراء ليتبع يسوع. فما كان من الرب يسوع المسيح إلاّ أن قال بأن دخول الأشخاص المتكلين على أموالهم إلى ملكوت الله يُشبه دخول جمل من ثقب إبرة صغيرة. موضحاً استحالة هذا الأمر. وهنا يقفز بطرس بالقول، بأنه قد ترك كل شيء مع بقية التلاميذ وتبعوا السيد المسيح، فما الذي سوف يحصل عليه التلاميذ بالمقابل.
يرد عليه الرب يسوع بالقول الوارد في متى 19: 27-28 “فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي،
فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 28 وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.”
وهنا ينبغي التنويه أن بطرس، لأنه كان يتكلم باسم الجماعة، جاء رد الرب يسوع المسيح باسم الجماعة أيضاً. لكن هذا لا يعني أن يهوذا مشمول بهذا الكلام. أي نعم هو مشمول من الناحية الفرضية، لأن الرب يريد ليهوذا الخير وما هو أفضل، إن هو سمع لصوت الرب بدلاً من صوت البشر. لكن هذا الأمر لم ينفع مع يهوذا لأن نهايته كانت دليلاً على تمرده وعصيانه.
الكاتب/ عماد حنا