هل هو إله تشويش أم إله سلام؟
Roma
هل هو إله تشويش أم إله سلام؟
المحتوي
قال بولس لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ” (1كو14: 33)
وجاء في سفر التكوين: “وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْانَ لا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ انْ يَعْمَلُوهُ. هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لا يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ . (تك11: 6 –7)
وفي (2 تس 2: 11) نجد أن الله يرسل إليهم عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب
فمن نصدق: رواية بولس، أم رواية سفر التكوين بالعهد القديم؟ وهل يتعارض كلام الله؟
تستطيع أن تصدق رواية بولس فهي وحي إلهي, وأيضاً رواية سفر التكوين فهي أيضا وحي إلهي، وكلاهما معصوم عن الخطأ والزلل.
هل يتعارض كلام الله؟
كلام الله لا يتعارض ولكنك في سؤالك هذا تقرن آيات ليس لها أية علاقة ببعضها، فمثلا في تسالونيكي الثانية لا يمكن أن نقرأ الآية الحادية عشر وحدها دون نقرأ العشر آيات التي قبلها، والتي يوضح فيها الرسول بولس بعض معالم يوم الرب أو بالحري يوم الدينونة, ويصف الأحداث التي قبلها، ويتكلم عن مضلين أرادوا أن يضلوا شعب الكنيسة فيريد أن يحذرهم، الأمر الذي يعتبر بعيداً جدا عن سياق سفر التكوين وأيضا عن كورنثوس الأولى 14.
هذا الدرب الذي يهدف إلى التشكيك في صحة الكتاب المقدس لا يمكن أن ننجرف فيه لأننا تعلمنا ألا نقرأ الآية مفردة بل نضعها في سياقها، وهذا أبسط مبدأ في علم التفسير.
نحن نتفق مع بولس الرسول أن الله إلهنا هو إله سلام وليس إله تشويش، وحادثة سفر التكوين لم يكن الغرض منها التشويش، أو محبة الله في أن يشوش على البشر بلغات متعددة، ولكن رغبته كانت أن يتكاثر الشعب ويثمر على وجه الأرض. ذلك هو الهدف الأساسي منذ البدء (راجع تكوين 1) . الإنسان أراد أن يدمر نفسه بتمرده على خالقه بعمل برج يستقر فيه ولا يتبدد على وجه الأرض، فبلبل الرب الألسنة حتى يجبره على طاعته، وهنا هو لا يشوش عليه، ولكنه يجبره على الطاعة.
الجدير بالذكر أن سياق الشواهد الثلاثة التي أتى بها المشكك تختلف تماما عن بعضها، فالشاهد الأول يتكلم عن أننا يجب أن نتكلم في الكنيسة بترتيب ونظام، والشاهد المتعلق بسفر التكوين يتكلم عن رغبة الشعب في التقوقع في مكان واحد متمردا على الله، والشاهد الثالث يتكلم عن يوم الدينونة وما سيحدث قبلها، وبعدها.
فما الذي جمع الثلاثة شواهد معا سوى رغبة مفضوحة للمشكك في أن يشككنا في كلام الله بلصق أي كلام في أي كلام ويقول أنه تناقض!!!
الكاتب / عماد حنا