هل من الرحمة والعدل أن يسلم إبنه المظلوم؟
Roma

هل من الرحمة والعدل أن يسلم إبنه المظلوم؟
هل من الرحمة أن يُسلم الأب ابنه للصلب دون أن يقترف إثماً أو جريمة ما تستحق هذه العقوبة؟ وما الفائدة التربوية التي نتعلمها من مثل هذا التصرُّف؟ فما بالك إذا كان الآخر ابن الإله؟ وكيف يثق خلقه به إذا كان قد ضحى بالبار البريء من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟ هل يُعجبه أن يصفه أحد خلقه بالقسوة وعدم الرحمة ؟ “اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ” (رومية 8: 31-32)
كلامك ذكرني بعبارة جميلة قالها رئيس الكهنة قيافا وهو يتشاور على قتل يسوع، لقد قال
“لاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا وَلَمْ يَقُلْ هذَا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ.”(يوحنا 11: 50-52) .
لماذا ذكرت هذا الكلام؟
لأنك بنظرتك السطحية القاصرة فكرت في عدم شفقة الآب على ابنه، ولم تنظر إلى هذا الكم من الرحمة التي أعطيت للبشر.
كان من الممكن عزيزي السائل أن أتفاعل معك لو أن المسيح لم يختر طواعية أن يقوم بهذا العمل الفدائي. ولكن محبة الله تجلت في محبة المسيح، الذي أراد أن يفدي البشر جميعاً، وبالتالي لا يكون هناك أي ظلم. لقد اختار المسيح هذا الأمر. لاحظ ماذا يقول الرب يسوع عن طواعية العمل الفدائي ومحبة الآب له ومحبته للناس (الخراف) الذين يبذل نفسه عنهم،
“أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا. وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ. أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ. وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ. لِهذَا يُحِبُّنِي الآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».” (يوحنا 10: 11-18).
هل انتبهت إلى حرية الإرادة التي يتمتع بها الابن، والتي هي صدى لمحبة الآب له ومحبته للآب وخضوعه لوصية الآب التي قبلها منه. أريدك أن تنتبه أيضاً إلى الخراف الأخر التي ليست من هذه الحظيرة، فأنت مدعو يا أخي السائل أن تَنضَمَّ إلى الحظيرة التي يريد أن يوحدها السيد المسيح، فهل تقبل الدعوة؟!
الكاتب/ عماد حنا