الخطية والفداء جـ 2

Roma

الخطية والفداء جـ 2

لقد أوضحنا في المقالة السابقة ماهي الخطية؟ ،وهنا سوف نوضح:

  • ماهي نتائج خطية آدم؟

لقد كان لسقوط آدم وحواء نتائج شنيعة منها:

  1. الانفصال عن الله:

لقد كان آدم في شركة مع الله، وبعد أن أخطأ آدم وحواء”وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ”فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»”فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».” (تك 3: 10).

النتيجة الأولى للخطية هي انفصال الإنسان عن الله.

  1. فساد طبيعة الإنسان:

عندما خلق الله الإنسان، خلقه على صورته (تك1: 26و27)، في حالة البر والقداسة، وعندما أخطأ فسدت طبيعته، وصار بعيداً عن الله، ويميل إلى فعل الشر، ومات روحياً، وأصبح مذنباً.

  1. دخول الموت إلى العالم:

قال الله لأدم: ” لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ.” (تك 2: 17)، وبعد أن خالف آدم الوصية كان العقاب الإلهي:”لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ.” ( تك 3: 19)، ويوضح الرسول بولس هذا بقوله:”بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.” ( رو 5: 12). والموت يعني:

  • الموت الأدبي أو الروحي: وهو الانصال عن الله.
  • الموت الجسدي: وهو انفصال الروح الإنسانية عن الجسد.

والكتاب المقدس يؤكد أن الموت قد دخل إلى العالم نتيجة الخطية (تك3: 19، أي5: 18و19، رو5: 2، 6: 23، 1كو15: 21و22و26، 2كو5: 1-4، 2كو1: 11).

  1. الخليقه كلها قد لُعنت:

لقد لعن الله الحية (تك3: 14)، والأرض (3: 17-19).

إذاً الإنسان عندما أخطأ لم يسئ إلى نفسه بل الله لأنه كسر وصاياه، لذلك يقول داود:”إِلَيْكَ(يا الله) وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ”(مز 51: 4)، وقال يوسف: “كَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟»” (تك 39: 9).

ولأن الخطية هي كسر لشريعة الله، لذلك فهي تستحق العقاب الإلهي.

  • عمومية وسريان الخطية:

يعلن الكتاب المقدس بكل وضوح:”لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ”(1 مل 8: 46)، ويؤكد “لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحًا وَلاَ يُخْطِئُ.” (جا 7: 20)، ويقول أيضاً: لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ…”الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ… “إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ،” (رو 3: 10 و12و 23). وعمومية الخطية لا تعني فقط غعل الخطية بل تشمل وجود الطبيعة الأثمة الفاسدة”مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا رَدِيًّا…الإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ”(لو 6: 43- 45)، “لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ.هذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ”(مت 15: 19و 20).

وحسب تعليم الكتاب المقدس:”مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ… قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ… لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا.” (رو 5: 12و 14و 19).

لقد كان آدم نائباُ عن الجنس البشري، وبناء على قانون الوراثة لا يمكن لكائن أن يلد كائناً آخر مغايراً له، وبما أن البشر جميعاً هم نسل آدم الذي فقد بعصيانه حالة البر والقداسة التي خلق الله عليها، وأصبح خاطئاً له طبيعة  فاسدة تميل إلى فعل الشر، وهكذا وُلد جميع البشر بطبيعة فاسدة نظيرة وهنا يتساءل البعض: ما ذنب البشر لكي يجنوا ثمرة خطية لم يرتكبوها، ويقعوا تحت حكم الدينونة بسبب عصيان شخص آخر؟ والجواب هو:

نحن نؤمن بهذا لأن هذا هو الحق الكتابي الذي أعلنه الله في الكتاب المقدس. ولتوضيح هذا الحق نقول:

  1. إن الإنسان يُولد وبه ميل لعمل الخطية، وهذا مثل السم الكائن في الثعبان، فإنه لا يأتيه من الخارج، بل أن الثعبان يُولد وفي جسمه استعداد لتكوينه.
  2. إن طبيعة الحياة التي نحياها تثبت إن ادراكنا ليس كاملاً في كل الأمور، فبعض الأبناء يرثون من أبائهم نتائج شرورهم أو يرثون منهم بعض العلل والعاهات، وقد وضع الله هذا النظام ونحن نقبله في الحياه العادية، فلماذا نعترض عليه في حالة آدم وهو أب للجنس البشري ويقول الرسول بولس: “بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ… إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ”

والحقيقة المؤكدة إننا لم نرث خطية آدم، ولكننا ورثنا نتائج خطية آدم مثل:

  1. وراثه طبيعة آدم الفاسدة التي تميل إلى فعل الخطية.
  2. الوجود في المكان الخاطئ منفصلين عن الله.
  3. فقدان حالة البر والقداسة التي كانت للإنسان قبل السقوط.

هذه الطبيعة الفاسدة، وفقدان حالة البر والقداسة والوجود في المكان الخاطئ ينتج عنهم خطايا فعلية، لذلك لا يستطيع إنسان أن يقول أنه بار لا خطية، ولكن يستطيع كا إنسان أن ينال غفران خطاياه عندما يؤمن بموت المسيح النيابي عنه على الصليب.

كما كان آدم نائباً عن الجنس البشري في الخطية والهلاك، هكذا المسيح نائباً عن المؤمنين به من البشر للخلاص. فلو ألغينا نيابة آدم عن الجنس البشري فعلى أي أساس نقبل موت المسيح النيابي عن البشر، فإذا كان البشر قد جُعلوا خطأة في آدم، فنعمة الله فتحت باب الخلاص بنيابة المسيح عن الخطاة الذين يؤمنون به “كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا.” ( رو 5: 19).

الكاتب د. فريز صموئيل 

 

 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك