ألوهية المسيح _2

Roma
ألوهية المسيح _2

ألوهية المسيح_2

يتكرر السؤال من أصدقائنا كثيرًا: أين قال المسيح أنا هو الله فاعبدوني؟ وفي هذا المقالة نقدم البرهان الثاني على إلوهية المسيح، من خلال الأقوال التي قالها المسيح وتبرهن ألوهيته.

-القول الأول:

ورد في إنجيل يوحنا بعد أن شفى المسيح مريض بركة بيت حسدا فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ“.(يو 5: 18).

لقد غضب اليهود بسبب كسر يسوع لوصية حفظ يوم السبت (من وجهة نظرهم)، ووصل غضبهم إلى ذروته عندما أعلن يسوع صراحة مساواته للآب في العمل، وتحدث عن علاقة خاصة تربطه بالله فهو أبوه. وقد فهم اليهود من  قول المسيح أنه يعادل نفسه بالله وبما أن الله لا معادل له ولا مثيل له، إذًا هنا أعلن المسيح وبكل وضوح أنه هو الله الظاهر في الجسد، والدليل على ذلك أن اليهود اتهموه بالتجديف وعقوبة التجديف هي أن يرجم. وقد أكد المسيح في بقية حديثه بعد ذلك أن ما فهمه اليهود صحيحًا وقال لهم: “مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ (أي الأب) فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ“.(يو 5: 19)، وقال أيضًا “كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.” (يو 5: 21)، وأضاف:”مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ”(يو 5: 23) مؤكدًا مساواته مع الآب في العمل، والقدرة والإكرام.  

-القول الثاني:   

قال المسيح: “أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ” (يو 8: 59). إن الرجم هو عقوبة التجديف، أى أن المسيح بقوله هذا يتهمه اليهود بالتجديف. فماذا قال المسيح؟ قال المسيح: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن”وعبارة أنا كائن” تعني أنه كائن أزليًا وهو نفس الأسم الذي أطلقه الله على نفسه في العهد القديم، عندما قال”مُوسَى للهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟ فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ».” (خر 3: 14).

وهذا الأسم”أهية” تُرجم إلى اللغة اليونانية” إيجو إيمي”، وترجم في اللغة العربية”أنا هو” وهذا يعلن أزلية أقنوم الابن، الذي أتخذ جسدًا، ولذا فالمسيح هو الله الظاهر في الجسد. لذلك قال لليهود: “إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ(الكائن أزلاً) تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».” (يو 8: 24).

-القول الثالث:

قال المسيح: “أنا والآب واحد، فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟ أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا»” (يو 30:10- 33).

لقد فهم اليهود من قول المسيح”أنا والآب واحد” أنه يُعلن أنه هو الله الظاهر في الجسد، ومن ثم لم يكن أمامهم إلا أن ينحنوا ويسجدوا له، أو يعتبروا كلماته هذه تجديفًا، وهذا ما حدث “أخذوا حجارة ليرجموه” باعتباره مجدفًا.

إن عبارة “أنا والآب واحد” في النص اليوناني: “أنا والآب نكون واحدًا”، الفعل “نكون” فعل حاضر يفيد الكيونة الأزلية المستمرة، وكلمة “واحد” كلمة محايدة، لا تدل على المذكر، فهي لا تعني شخصًا واحدًا بالمقارنة مع ما جاء في (غل 28:3)، ولكنها تعني جوهر وطبيعة واحدة، ومن له طبيعة الله لابد أن يكون هو الله. وعندما فهم اليهود هذا وثاروا على المسيح أكد لهم أن هذا هو ما يقصده وأكد لهم ذلك بقوله: الآب في وأنا فيه” (يو29:10).

هذه الأقوال الثلاثة وردت في إنجيل يوحنا، لذلك يقول المهاجمون أن إنجيل يوحنا هو من أعلن عن إلوهية المسيح، وردًا على هذا الادعاء نذكر أربعة أقوال أخرى دُونت في الأناجيل الثلاثة متى ومرقس ولوقا.

1-(مت 7: 21-23) قال المسيح لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!”

2-قال المسيح:

“لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».” (مت 18: 20).

المسيح يعلن أنه كليَّ الوجود أي -موجود في كل مكان في نفس الزمان- وإذا كان المسيح إنسانًا فقط، فإنه يكون محدودًا بمحدودية الجسد، وبذلك لا يستطيع أن يتواجد في كل مكان في نفس الزمان.

3-وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ قَائلًا:

«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ“وفيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلًا:”ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟قالوا له:ابن داود، قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلًا: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ”(مت 22: 46) وانظر أيضًا(لو20: 41-44).

وهنا يعلن المسيح أنه ابن داود حسب الجسد، وأنه رب وإله داود لاهوتيًا، فهو الله الظاهر في الجسد. ويوضح المسيح ذلك بقوله: “أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ” (رؤ 22: 16).

4-في أثناء محاكمة المسيح قال له رئيس الكهنة :

“وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلًا: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ».” (مت 26: 63-66 وانظر أيضًا مر14: 61-64 ، لو22: 69-71).

وهنا رئيس الكهنة يسأل يسوع: هل أنت هو المسيح؟ فيجيبة: أنت قلت، بمعنى –نعم- فما قلته صحيح. فيسوع يعلن أنه هو المسيح الذي تتم فيه نبوات العهد القديم وذكر”تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ” مقتبسة من إنجيل مرقس أصحاح 14 وأية 62 ” قال الرب لربي اجلس عن يميني”، “وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ”.

وهنا إشارة إلى مجيء الرب نفسه في السحب، لذلك اتهم رئيس الكهنة المسيح بالتجديف، لأنه بقوله هذا أعلن إلوهيته. ومن ثم فالمسيح هو الله الظاهر في الجسد.

“لو لم يكن المسيح هو الله، إذًا فنحن الذين نعبده نكون هراطقة وثنيين، وإذا كان هو الله وقصرنا في عبادته، فنحن أسوأ العصاة على الإطلاق، ولو أن المسيح ليس هو الله، إذًا يكون مجدفًا وكاذبًا ومحتالًا، ولا يمكننا قبوله على أنه رجل صالح، لمجرد إعلانه بوضوح عن لاهوته. أما إذا كان فعلًا هو الله، بينما نذكره على أنه رجل صالح فقط، ففي هذه الحالة نكون مجدفين”(د.ستيورت أليوت).

الكاتب د. فريز صموئيل 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك

ألوهية المسيح

Roma
ألوهية المسيح

   ألوهية المسيح 

نحن نؤمن أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد، وبراهين ألوهية المسيح هي:

  1. إعلانات العهد القديم: ونرى هذا في:

أ- نبوات العهد القديم:

هناك 332 نبوة وردت في العهد القديم، يقتبسها كتبة أسفار العهد الجديد، قد تمت في المسيح، وبناء على قانون الإحتمالات الرياضي هناك فرصة واحدة في كل 84 وإلى يمينها 98 صفرًا لحدوث كل هذه النبوات في حياة شخص واحد، فكونها تحققت جميعها في شخص واحد فهذا دليل من أقوى الأدلة على مصدرها الإلهي ومصداقيتها المطلقة، ونحن قد فهمنا هذه النبوات في ضوء إتمامها في العهد الجديد، وفي هذه المقالة نقتبس بعض النبوات التي تعلن ألوهية المسيح

  • ألوهية المسيح في سفر المزامير

  • (مز 2: 7).”إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. اسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ.”وقد اقتبس كتبه أسفار العهد الجديد هذه النبوة في (أع33:13، عب5:1، رؤ27:2، 5:12، 15:19). وهنا نرى بنوة الابن الأزلية للآب. وبما أن الابن أزلي. إذًا لابد أن يكون هو الله.
  • (مز 45: 7)”أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ، لِذلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ. تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْجَبَّارُ، جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ. كُرْسِيُّكَ يَا اَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِدُهْنِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ.” في هذا المزمور نرى إعلانًا واضحًا عن إلوهية المسيح، فقد أقتبس كاتب الرسالة إلى العبرانيين ما جاء في (مز45: 6 و7) ليبين أفضلية المسيح عن الملائكة قائًلا: “لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ».وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ».وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ“.(عبرانين 1 :5- 9). وهنا نرى الحديث موجه للابن بأنه هو الله، والمسيح هو أقنوم الابن متجسدًا، ومن ثم فالمسيح هو الله الظاهر فى الجسد.
  •  
  • (مزامير 110 : 1-4) “قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ.. أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ”. وهنا يقول: الرب (الآب- يهوه) لربى (الابن -أدوناى) “أجلس عن يميني”. وقد أقتبس المسيح نفسه هذا النص في (مت22: 41-46) ليعلن ألوهيته، وأيضًا أقتبسه كتبة الأسفار المقدسة في (أعمال الرسل 2: 34-36، عبرانين 13:1، 5: 6و7 : 17و21، 13:10).

(أمثال  8: 12-30) “أَنَا الْحِكْمَةُ.. اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ، مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ.. لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ.”

 وهنا نرى تجسيد الحكمة، وعندما نقابل هذا النص بما جاء في (يوحنا 1) عن تجسد الكلمة، نرى أن هذا النص نبوة عن المسيح، وهو الأزلي. وبما أن الله وحده هو الأزلي. إذًا لابد أن يكون المسيح هو الله الظاهر في الجسد.

إشعياء 6: 1-3 “فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ، السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ”.

في هذا الحدث نرى إعلانًا عن إلوهية يسوع المسيح، والدليل على ذلك ما كتبه الرسول يوحنا

وَمَعَ أَنَّهُ (أي المسيح) قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هذَا عَدَدُهَا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ قَالَ إِشَعْيَاءُ هذَا حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ.” يو حنا 12: 37- 41.

فالضمير في كلمة مجده” يعود على المسيح فالذي رآه إشعياء هو أقنوم الابن، لأن الله الآب لم يره أحد قط. (يوحنا 18:1).

إن هذا النص من أوضح وأقوى نصوص العهد القديم لإثبات لاهوت المسيح، فهو كائن قبل التجسد، فرأى إشعياء مجده (أقنوم الابن).

(إشعياء  9: 6 و7) “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّمِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ”.

هذه النبوة من النبوات المتعددة الإتمام، وكان الإتمام النهائي في شخص يسوع المسيح فهو:

عجيب: في شخصه، وفي ولادته، وفي تعاليمه، وفي معجزاته، وفي موته الفدائي وقيامته.

مشير: فهو المذخر فيه كل الحكمة (1كو24:1).

إله قدير: فالمسيح هو الله الظاهر في الجسد، كليَّ القدرة والسلطان.

الآب الأبدي: فهو أبدي أزلي.

رئيس السلام: فهو الذي ترنمت الملائكة عند مولده بسلام على الأرض، وهو يمنح لكل من يؤمنون به سلام مع الله، ومع النفس، ومع الناس.

وفى هذا النص نرى: طبيعتي المسيح اللاهوتية والناسوتية

  • (ميخا  5: 2) أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ.”
  • هذه النبوة تمت حرفيًا في يسوع المسيح
  • كما يوضح البشير متى (متي 2: 1-6)، فعندما جاء المجوس إلى أورشليم وسألوا عن المسيح أجاب رؤساء الكهنة وكتبة الشعب في أورشليم طبقًا لما جاء في (مي 2:5). وعندما نقرأ النص كما جاء في(ميخا  5: 2) نرى أن الشخص الذي تتم فيه النبوة: “َمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ.”

هذا تعبير عبري يعنى الأزلية، وهذا معناها أن ابن الله أزلي وحيث أنه لا درجات في الأزلية، إذًا المسيح هو الله الظاهر فى الجسد.

  • (ملاخي 3: 1) “هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ.

وهنا نرى أن الله يرسل ملاكه أي رسوله والمقصود به -يوحنا المعمدان- فيعد الطريق أمامه، وقد جاء يوحنا المعمدان ليعد الطريق أمام يسوع المسيح، ومن ثم يكون المسيح هو الله الظاهر في الجسد.

ويأتي المسيح وهو السيد الذي يطلبونه إلى هيكله، فهو صاحب الهيكل، وصاحب الهيكل هو الله، إذًا لابد أن يكون المسيح هو الله الظاهر في الجسد.

هذه بعض النبوات التي جاءت عن المسيح في العهد القديم، ونحن قد فهمناها في ضوء إتمامها في العهد الجديد.

  1. ظهورات العهد القديم

لقد ظهر ملاك الرب أو ملاك العهد في العهد القديم لهاجر (تك16: 7-13)،

ليعقوب (تك11:31)، لموسى (خر22:3)، لجدعون (قضاه 6: 11-24)،

لمنوح (قضاه 13: 3-23). ومن دراسة هذه الظهورات وغيرها نتأكد أنها ظهورات الله نفسه وليس ملاكًا عاديًا ، وبما أن الأقنوم الذي يظهر هو أقنوم الابن (يوحنا 18:1). إذًا ظهورات العهد القديم تؤكد أزلية الابن ومن ثم إلوهيته، وأقنوم الابن هو الذي أتخذ جسدًا ومن ثم فالمسيح هو الله الظاهر فالجسد.

الكاتب /د. فريز صموئيل 

 

 

 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك