لغز سفر ايوب
Roma
لغز سفر ايوب
تقولون أن إبليس سقط، وصار عدوا لله، ولكننا نرى أن ابليس في سفر ايوب بصورة مخالفة لذلك، وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. (أيوب1: 6)
وإستمرت علاقة الشيطان بالرب وتكليف الرب للشيطان بمهام كما كلفه بضرب أيوب بقرح ردئ وغيره من الأمور، مما يعني إستمرار العلاقة بين الرب والشيطان
فما هو حل هذا اللغز
هل أستمرت العلاقة بين الشيطان والله كما كانت قبل السقوط؟
والإجابة واضحة وهي: بالتأكيد لا … وهذا الأمر واضح من النص تماماً. ونحن نرى أن سفر أيوب لم يصف مطلقاً أن ابليس من ضمن أبناء الله كما إدعيت، راجع أيوب 1: 6 “وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم” فنجد أن الشيطان أقحم نفسه وسط أبناء الله، وهذا دليل على أنه ليس منهم،
ولكن من هذا النص نفهم أن الله يسيج حول الإنسان بحماية وما يفعله الشيطان هو في حدود ما يسمح به الله فقط. فالله هو المهيمن على كل الأمور، وهذا يعطينا الثقة في الله ولا يجعلنا نخاف من شكاية إبليس علينا.
على الرغم من أن السؤال مكرر، إلا أننا أمام حقيقة نحتاج إلى إجابة .
والإجابة الملخصة عن كل ما سبق هي أن الله أعدَّ للشيطان البحيرة المتقدة ناراً … لقد أعدَّها الله لإبليس وجنوده كما أوضح الكتاب المقدس (متى 25: 41)، وهذا عقاب واضح في الكتاب المقدس، كيف لا تراه؟!!! …
ولم يكفر عنه لأن الشيطان لم يُغوَ بل اختار بنفسه هذا الطريق ولم يتب عنه فلماذا يكفر عن خادم اختار العصيان وأصر عليه؟ …
أما الإنسان فقد أغو من قِبل الشيطان … عصى ربه ولكن عن غواية وليس عن قرار … وعندما وقفا أمام الله لم يتبجحا وإنما حاولا التنصل عن المسؤولية، فنجد أنهما استسلما تماماً لله، ولم يرفضا صنيعه معهما عندما ألبسهما لباساً يستر عورتهما.
لقد كانت لديهما رغبة صادقة أن يخرجهما الله من المأزق، وهذا خلاف كبير بينهما وبين إبليس الساقط لذلك من الخطأ المقارنة بين سقوط الإنسان وسقوط الشيطان …
الكاتب عماد حنا