هؤلاء أبرار أتقياء على الرغم أنه لم يحدث بعد الصلب والفداء ؟
Roma

لماذا حُسب هؤلاء أبرار أتقياء على الرغم أنه لم يحدث بعد الصلب والفداء ؟
في رسالة رومية يقول “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.” (رو5: 12)
من هذا النص لا يوجد أبرار
ولكن ما رأيكم في قول يعقوب في رسالته: “وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ” (يع 2: 23)،
أما في التكوين قال: “وبارك الرب إبراهيم في كل شىء” (تك 24: 1)، فقد كان إبراهيم إذاً من الأبرار، من قبل أن يتجسد الإله ويُصلَب.
وكذلك أخنوخ “وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه” (تك5: 24)
وأيضاً “بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ – إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ” (عب11: 5)
وكذلك “صعد إيليا في العاصفة إلى السماء” (2مل2: 11)
ما هذا التناقض؟
هل يوجد ابرار قبل صلب المسيح؟ لماذا صلب إذا؟
هذا السؤال هو تكرار لسؤال سابق الذي قارن بين صلاح الله وصلاح الناس. وسأكرر الإجابة وأقول أن نظرة الناس تختلف عن نظرة الله, ولكن دعنا نتأمل في المثلين الذَيْنِ تفضلت واستشهدت بهما.
المثال الأول: إبراهيم الذي آمن بالله فحسب له براً.
ونحن اتفقنا على أن التجسد والفداء على الرغم أنهما حدثا في توقيت معين إلا أنهما كانا لكل البشر منذ آدم الى آخر إنسان يولد على ظهر هذه الكرة .. وإلا كان الله غير عادل. ولكن كيف يحسب البر الإنساني من خلال الإيمان على حساب تجسد لم يحدث بعد؟!.
إذاً قبل التجسد كان الإيمان بالله هو البر بعينه، ليس الإيمان في وجوده فالشياطين كانوا يؤمنون ويقشعرون، ولكن الإيمان بمعنى الخضوع الكامل للعمل الإلهي, فهذا الخضوع يعبر عن نية الانسان، إذ أنه خاضع من حيث المبدأ، فإذا جاء التجسد أو لم يجئ هو مؤمن بما سيفعله الله له، ويثق في أمانة الله وقدرته على الغفران. هذا ما فعله إبراهيم, فحسب الله له هذا البر, وهذا كاف لأن يكون أب لجميع المؤمنين, وكافٍ لنوال الحياة الأبدية على حساب دم المسيح.
نأتي لأخنوخ، فبماذا وصف الكتاب أخنوخ؟
سار أخنوخ مع الله, وهل هناك بر أكبر من أن يسير الإنسان مع الله؟ إنها الثقة الكاملة في شخص الله، وهي كافية لنوال البر. جرب يا عزيزي الخضوع الكامل لله، واطلبه وسر معه تماماً, سيكشف الله عينيك لترى ما خفي عنك, وسيحسب لك هذا براً.
الكاتب / عماد حنا