مامعني المسيح كلمة الله وروحه ؟
Roma
مامعني المسيح كلمة الله وروحه ؟
لماذا الأب أب؟ ولماذا لا يكون إبن ؟
يزعم النصارى أن المسيح مولود من أبيه أزلاً …….. ونحن نقول : إذا كان الأمر كما تقولون فيكونان موجودان أزليان الله الأب أزلي والله الابن أزلي فإن كان الأب قديماً فالابن مثله وإن كان الأب خالقاً كان الابن خالقاً مثله، والسؤال هو :
لم سميتم الأب أباً والابن ابناً ؟
في الإلهيات الأبوة ليست أقدم من البنوة, فكيف نُدخل الزمن كعامل لمن هو خارج إطار الزمن؟!! بمعنى أن موضوع الزمن ليس له وجود لأن الله خارج الزمن, ولكن للأبوة والبنوة معنى الهياً علينا أن نفهمه
لديك مشكلة بشأن تعبير الابن، فلنعالجها
البنوة تعبير عن ما تم الإعلان عنه، فهو تعبير عن إعلانات الله للبشر عن الله. ويوضح لنا القديس يوحنا في إنجيله عمل الابن بهذه العبارة: “اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.” (يوحنا 1: 18) كما أننا نرى في الرسالة إلى العبرانيين أنه يؤكد الفكرة فيقول: “اللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ” (عبرانيين 1: 1و2)
فالأبن إذاً مرتبط بحالتين هامتين “الإعلان والكلمة”.
بل لقد سُمي بالابن كنتيجة لأنه هو من أعلن مجد الله وأوضحه للبشر. فقبل ذلك الإعلان كان معروفاً عن الله أنه أب، فيقول عن نفسه في نبوة إشعياء: “رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ، أَمَّا هُمْ فَعَصَوْا عَلَيَّ.” (إشعياء 1: 2، أنظر أيضاً تث 14: 1، أش 63: 16، 64: 8) بعد أن أعلن الله عن نفسه بالحضور الإلهي والحلول وسط البشر من خلال ابنه تحول تعبير الأب الى آب … والآب معناه الذات الألهية، أما الابن فهو ما يمكن الاستدلال عنه بالكلمة.
رأينا الكلمة في الخلق، وبالكلمة كان الخلق, وكمال الإعلان تم في تجسد الكلمة، وظهوره في شكل بشري.
إذا فقد سُمي الإبن بهذا الاسم, لأنه نتاج الإعلان الإلهي للإنسان, ونتاج كلمة الله الذي قال كن فكان.
من الواضح أن الزمن عامل يخص الإنسان، ولا يخص الله, فالإعلان جاء لاحقاً للوجود الإنساني، ومن الطبيعي بالنسبة للبشر أن يكون الآب أو الذات الألهية سابقاً للإعلان الإلهي، ولكن بالنسبة لشخص الله لا يوجد سابق أو لاحق.
أكرر: الإنسان عرف الابن بعد سلسلة من الإعلانات الأخرى التي نوهت عنه، ولكن في النهاية أعلن الابن وتمثل بشراً … فالتوقيت يخص الإنسان ولا يخص الله. وكذلك المسميات تخص الله، ولا تخص الإنسان.
لاحظ في هذا النص أن المتكلم هو الله في العدد الخامس، وهو نفسه المتكلم في العدد الثامن عندما يقول عن الابن “كُرسيّك يا أللهُ.” إذا فلفظ “الابن” في العهد القديم لفظ يتناسب مع إعلان العهد الجديد الذي فيه تم استعلان مجد الله للبشر، فالأمر ليس استحقاقاً أو عدم أستحقاق، ولكن هو الله.
الكاتب / عماد حنا