أين في إرميا ؟

Roma
أين في إرميا ؟

أين في إرميا ؟

ورد في متى قوله: “حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمَّن الذي منوه من بني إسرائيل (مت27: 9)
اعترف المستر جوويل، في كتابه المسمى (بكتاب الاغلاط) المطبوع سنة 1841 أنه غلط من متى، وأقر به هورون في تفسيره المطبوع سنة 1822

حيث قال : في هذا النقل إشكال كبير جداً لأنه لا يوجد في كتاب إرميا مثل هذا ويوجد في سفر زكريا11: 3) لكن لا يطابق ألفاظ متى ألفاظه

والسؤال هو : هذه العبارة غير موجودة في سفر إرميا فلماذا كذب كاتب إنجيل متى وقال أنها موجودة في إرميا؟

وهل هذا خطأ من الوحي أم من الكتبة والمترجمين المدلسين؟

ولا تنسى قول إرميا نفسه طالما نتحدث عن إرميا حينما قال في

” كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقّاً إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ. (ار8: 8)

كلا لم يخطيء متى، ولم يخطيء الوحي، ولكن الكتب المقدسة لم تكن مثل ايامنا الحالية كتاب ورقي يجمع كل المكتوب في مجلد واحد، ولكنها كانت مخطوطات مكتوبة في لفائف تلف مع بعضها البعض، وكانت تأخذ حيز كبير فلم تكن توضع كلها في مجلد واحد، كانت تُلف مع بعضها البعض وتسمى مجموعة الكتب الملفوفة بأسم أكبرها، ولكنها تحتوي على أكثر من سفر.

مثلاً، يرد سفر إرميا في التلمود البابلي (بابا بارثا 14ب Baba Bartha 14b) من جهة الترتيب، أول أسفار الأنبياء، فكان سفره يمثل كل أسفار الأنبياء الأخرى، وفي حالتنا هذه كان سفر أرميا هو أول سفر. فسميت اللفافة التي بداخلها سفر زكريا بلفافة أرميا، فلا يوجد أي خطأ أو كذب في هذا الأمر. لذلك علينا أن نحترم الطريقة التي كان يتم التعامل بها مع أسفار العهد القديم، وكيفية اقتباس الآيات أو المقاطع الكتابية منها.

هناك دليل على هذا الأمر، فبعد قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات، ظهر في الطريق مع شخصين يسيران في طريقهما إلى القرية. وهناك بعدما تحدث معهما ولم يعرفاه، قال لهما .. “«أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.” (لوقا 24: 25-27)

لاحظ الكلمات التي تحتها خطّان، فهي تلخص كل العهد القديم، حيث ينقسم العهد القديم إلى ثلاثة أقسام، التوراة (موسى)، ثم الأنبياء (جميع الأنبياء الصغار والكبار)، والكتب (التي هي الأسفار التاريخية وغيرها). فهنا يستخدم الرب يسوع المسيح المجموعة تحت اسم واحد، فالتوراة تحت اسم موسى، وأسفار الأنبياء تحت اسم الأنبياء، ثم الكتابات تحت اسم الكتب.

الكاتب / عماد حنا 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك