مَن يقود هذا العالم المنهار؟!
Roma
مَن يدير الكَون، الله أم الإنسان؟!
المحتوي
مَن يقود هذا العالم المنهار؟!
إن وجدت شركة كبيرة لتصنيع مُنتج معين، يديرها شخص منذ عشرات السنوات، وحال هذه الشركة دائمًا على النحو التالي:
خسائر مالية وخسائر في المعدات تزداد عامًا بعد عام.
فساد، رشوة، محسوبية، ظلم، قهر، تسريح عمالة، شعور بالقهر، ديون، استعباد للعاملين بها، أسوأ معاملة، استغلال، تدني في كل شيء، أشخاص ليست لديهم أية كفاءة هم في مواقع قيادية، أكفاء يعملون في وظائف دونية، شكوى تذمر، سوء تخطيط، صراعات، سرقات، أوضاع صحية متدهورة، إلى آخره.
لو قولت لك صف مدير هذه الشركة بكلمة، ماذا ستقول؟!
دعني أرد نيابةً عنك:
حتمًا ستقول: فاشل، فاسد، مجرم، متواطئ، خائن، ظالم، قاسٍ، لص، إلى آخر قائمة هذه الصفات القبيحة المشينة.
هل يمكن أن تصف هذا المدير بأية صفة إيجابية؟ بالطبع لا.
هكذا حال الكون الذي نحيا فيه عامًا وراء آخر: صراعات، حروب، أمراض خبيثة مُميتة، أوبئة، وفيات، موت مفاجئ، مجاعات حروب فقر ظلم استبداد استعباد زلازل براكين فيضانات تغيُّرات بيئية سرقة قتل اغتصاب، خوف رعب حزن مخدرات خمور دول تنهار، إلى ما آخره.
تخيل معي عزيزي القارئ، لو الكون بهذه الحالة من الدمار والانهيار والتعاسة، هل من المعقول أن يكون الله هو الذي يديره؟
هل فشل الله في إدارة الكَون؟!
لو كان الله الذي يدير الكون فنحن هنا أمام عدد من الاحتماليات:
إما أن الكون خارج عن سيطرة الله (حاشاه طبعا وألف حاشا).
أو أن الله هو المتسبب الرئيسي في كل هذه الكوارث (حاشاه طبعا ومليون حاشا).
أو أن الله لا يبالي أو يهتم بمصير هذه الكون الذي خلقه (حاشاه وألف مليون حاشا).
أو الله غير مهتم بمصير الكائن الوحيد الذي قرر أن يكون على صورته ومثاله وهو الإنسان (ضع العدد الذي تريده من كلمة حاشا)
خطة الله الأصلية للكون من بدء الخليقة.
حتى لا أطيل عليك، لو أنت ترتعب من الله، لو أنت خائف من الدمار الحادث في حياتك وفي حياة من تحبهم والعالم المحيط، لو أنت تسأل “أين الله من كل ما يحدث؟” لو أنت لا ديني تركت الله والأديان، لو أنت ملحد، لو أنت قانع وراضٍ بما أنت فيه معتبرًا أن هذا قضاء وقدر ومكتوب، دعني أخبرك سريعًا بمعلومة من الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يحمل إجابة هذه السؤال:
(مَن يدير الكَون؟!) في نقاط سريعة، وهو الكتاب المقدس، الذي أخبرنا بالآتي:
خلق الله الإنسان ليسود ويتسلط على الأرض ويعمرها ويقودها
“وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».” (تك 1: 28).
وكان الإنسان خاضعًا لله أثناء تنفيذ هذه المهمة.
خرج الإنسان بكامل إراداته من تحت سلطان الله وخضع لعدو الله الذي هو الشيطان.
وبعدما كان الإنسان ينفذ مشيئة الله الصالحة تحت قيادته، صار ينفذ مشيئة الشيطان الطالحة الفاسدة القبيحة المميتة.
لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ،
لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً،
فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ (رسالة القديس بولس إلى أهل رومية 5: 17 – 19).
حاول الله بكل الطرق استعادة الإنسان فانقسم البشر فريقين،
فريق عاد إلى رُشده وصار يتبع الله من خلال مبادئ كلمته المقدسة،
وفريق يرفض الخضوع لكلمته المقدسة فصار بالتبعية تابعًا لمبادئ الشيطان الفاسدة،
فصارت الأرض على هذه الحال من الانحدار والبؤس.
الإنسان بطل هذه القصة الحزينة!
الإجابة باختصار
الإنسان هو مَن يدير الأرض
والله له إرادة حرة لا يستطيع أحد أن يكسرها، بالتالي يحترم الرب رغبة الإنسان، ولا يستخدم قوته المفرطة معه، لكن الشيطان مجرم قاس يغتصب إرادة الإنسان!
فصار الحال كالتالي
الله يقود بالخير والحكمة والرعاية والمحبة والرحمة حياة مَن يتبعونه، من خلال أن يتبعوا مبادئ كلمته المقدسة، التي تقودهم للضمير الصالح والقلب النقي، الأمر الذي يسير بهم لطريق الخير والصواب والنهايات الصالحة.
والشيطان يقود حياة من لا يخضعون لله، يقودهم للدمار والبؤس والفشل والتعاسة، من خلال أن يضخ بهم دون أن يدروا الكراهية والغش والفساد والنزاعات إلى ما آخره.
ماذا قال الكتاب المقدس عن كلٍّ من الله والشيطان؟!
يقول الكتاب المقدس عن الله
صَالِحٌ هُوَ ٱلرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ ٱلضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ. نَاحُوم ١:٧
ٱلرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ. اَلْمَزَامِيرُ ١٤٥:١٧
“أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.” (يو 10: 11).
بينما يقول عن الشيطان
ا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.” (يو 8: 44).
وعندما قارن الكتاب المقدس بين الله والشيطان قال:
“اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.” (يو 10: 10).
ختامًا .. أدعوك عزيزي أن تراجع حياتك. فإن كانت حياتك تسير من سيء لأسوأ، من فشل وحزن وخوف وضياع، إلى يأس وإحباط وفشل، هذا ليس عقابًا من الله، أو انتقام، بل احتياج صارخ أن تتبع الحق الكتابي المعلن في الكتاب المقدس، القادر أن يقودك لمعرفة النور والخير والحق، ومعرفة الإله الحقيقي الذي يفتح دائمًا أبوابه لكل شخص يبحث عنه؛ كي ينقذه من الشقاء الأرضي والمصير الأبدي التعيس.
الله يحبك .. بادر أنت تجاهه، وقل له: “ادخل الآن قلبي وأنر بالحق عيوني”. وسيجيبك إن كنت في الطريق الخاطيء وينقذك. أدعوك عزيزي أن تعطي نفسك فرصة للاطلاع على الكتاب المقدس لتكتشف بنفسك روعة الإله وقيمتك لديه.
الكاتب /مينا نبيل