مَن كان يُدير الكَون؟!

Roma

مَن كان يُدير الكَون؟!

إن طبيعة الله الإلهية غير قابلة للموت، لذلك كان لابد من التجسد الإلهي، وهنا اتحد بطبيعة قابلة للموت، وهذه الطبيعة البشرية هي التي ماتت على الصليب .. كيف؟

لقد انفصلت فيها الروح الإنسانية عن الجسد، ولكن اللاهوت ظل متحداً، ومتحداً بالجسد، وهو حي لايموت. ولأننا لا نفصل بين الطبيعتين، نُسب الموت إلى المسيح كله.

فالإنسان مثلاً يأكل ويشرب. الجسد هو الذي يأكل وليس الروح، والجسد هو الذي يشرب وليس الروح، ومع ذلك نقول إن الإنسان هو الذي أكل وشرب، ولا نقول بالتحديد إن جسد الإنسان هو الذي يأكل .

كذلك في الموت، روح الإنسان لا تموت، بل تبقى حية بعد الموت، ولكن الجسد هو الذي يموت بانفصال روحه عن جسده، فنقول أن الإنسان كله قد مات.

إذن الطبيعة البشرية المتحدة بالإلهية، هي التي ماتت. ولكن طبيعة الله لا تموت. لأن اللاهوت حي بطبيعته لا يموت بل هو مصدر الحياة. كما أنه شاء لناسوته أن يموت كذبيحة محرقة سرور، وأيضاً لفداء العالم.

لم يكن موته ضعفاً، وإنما حباً وبذلاً كما يقول الكتاب :

” ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه ” (يو 15 : 13).

 السيد المسيح تقدم إلى الموت باختياره، فهو الذي بذل ذاته لكي يفدي البشرية من حكم الموت، وما أعظم قوله على هذا :” أنا أضع ذاتي لآخذها أيضاً ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن أخذها أيضاً ” (يوحنا 10: 17: 18).

  • أما عن ضعف الإنسان العادي فهو :

  • أنه يموت على الرغم منه، وليس له سلطان أن يهرب من الموت.
  • أما المسيح فقد بذل ذاته دون أن يأخذها أحد منه.
  • الإنسان العادي إذا مات ليس في إمكانه أن يقوم، إلا إذا أقامه الله.
  • أما المسيح فقام من ذاته وقال عن روحه: “ولي سلطان أن أخذها أيضاً ” (يوحنا 10 : 18).
  • وهذا كلام يقال من مركز القوة، وليس من مركز الضعف. ومن دلائل قوة المسيح في موته :
  • في صلبه وموته “إذا حجاب الهيكل قد انشق إلى إثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت، وقام كثير من أجساد القديسين ” .
  • حتى إن قائد المئة الذي كان يحرسه خاف بسبب هذه المعجزة هو وجنوده،
  • وقال: “حقاً كان هذا ابن الله” (متى 27 : 51).

أما السؤال:

من كان يدير الكون إذن أثناء موته؟

فالجواب:

كان لاهوته يدير الكون، فاللاهوت الذي لا يموت، والذي لم يتأثر إطلاقاً بموت الجسد. الموجود في كل مكان، هو الذي كان يدير الكون. لهذا قال السيد المسيح عن نفسه: “ليس أحد نزل من السماء إلا الذي صعد إلى السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء ” (يوحنا 3: 13).

نزل إلى الأرض، وسوف يصعد إلى السماء، وهو كائن في السماء في نفس الوقت، لسبب بسيط أن اللاهوت قادر على كل شئ، ولا يخلو منه مكان، لا في السماء ولا على الأرض. هو بناسوته على الأرض، ولكن بلاهوته في كل مكان، في السماء وعلى الأرض.

بقلم  

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك