لماذا لم يقيم اليهود الحد على مريم العذراء ؟
Roma

لماذا لم يقيم اليهود الحد على مريم العذراء ؟
هل تكلم عيسى فى المهد؟
لو لم يتكلم عيسى عليه السلام فى المهد ويُبرِّأ أمه، لحكم اليهود على أمه بالحرق تبعاً لشريعتهم: “واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست اباها بالنار تحرق” (لا21: 9)
وبما أن اليهود لم يحرقوها ولم يمسوها بأذى، فلابد أن تكون قد أتت بالدليل.أو بكل وضوح كانت متزوجة من يوسف النجار ولن يخفى على أحد في هذا الزمان إن كانت زوجته بالفعل أم أنها حبلت من الزنا، فالسؤال هو لماذا لم يقم عليها اليهود حد الزنى؟
إجابةً على سؤالك (هل تكلم عيسى في المهد؟) أقول لك بصورة مباشرة، كلا لم يتكلم يسوع (عيسى) المسيح في المهد. فليس في كتابنا المقدس أي إشارة من قريب أو بعيد عن حدوث هذا الأمر.
أما عن سؤالك الثاني الذي أشرت إليه والخاص بعدم إقامة الحد على السيدة العذراء فيمكن أستناج أكثر من إجابة على هذا السؤال, أولها وأبسطها أنهم كانوا يرونها بمثابة الزوجة ليوسف، كانت تعيش في بيته وقد عبر عن لوقا البشير عندما قال: “… هُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي” (لوقا 3: 23), فالناس تعتقد أنه ابن يوسف, من أين جاء هذا الاعتقاد؟ … هذا الشعور السائد هو ما جعل السيدة العذراء في مأمن من إقامة الحد عليها.
ومع ذلك دعنا نفترض أن السيدة العذراء لم تكن تعيش في بيت يوسف النجار، فهل كان من الممكن إقامة الحد؟!
والإجابة على ذلك هي لا, وذلك للأسباب التالية
Ø اليهود أصلاً لا حول لهم ولا قوة في هذا الوقت لقد كانوا مستعمرة رومانية ولكي يقوموا بتطبيق الشريعة عليهم الحصول على إذن من الحاكم الروماني الأمر الذي كان في منتهى الصعوبة. ونلاحظ ما فعلوه من خلال جلب شهود زور حتى يقنعوا بيلاطس أن يعتمد شهادة صلب يسوع. هذا الأمر كانوا سيواجهونه بالتأكيد إذا أرادوا رجم السيدة العذراء تطبيقاً للشريعة.
Ø يقول الكتاب أن زوجها لم يرد أن يشهر بها … بمعنى أنه لم يشتكي عليها، من الأصل، وبالتالي يكون قد تحمل هو وزر خطئها بمعنى أنه بفعلته هذه قد أوضح أنه هو المتسبب في ذلك الحمل,
Ø الأحداث التي تلت إكتشاف الحمل لم تسمح بأي شيء يحدث، فلقد كان هناك سفر متكرر من جهة مريم العذراء، وهذا جعل الأمر يظهر لليهود بصورة غير مرتبة فهي حبلت في مكان وبعده سافرت لتزور نسيبتها اليصابات في بلد أخرى. ثم ولدت ابنها البكر يسوع في بلدة ثالثة، هذه البلدة الأخيرة هي بيت لحم، وعلى الرغم من كون هذه القرية هي مسقط رأسها هي وخطيبها، إلا أنها كانت غريبة عنه تماماً، وذهبت اليه كزوجة ليوسف (حتى ولو كان زواجها إسميا لكنه زواج وثق في السجلات في بيت لحم. … خرجت من بيت لحم بعد سنتين لتسافر لمصر لتمكث سنتين أو ثلاث سنوات ورجعت لبلدها في شكل زوجة ليوسف ولديها طفل هو يسوع… فلم تحدث مشكلة.
Ø الله كان رفيقاً بها, فحتى نسيبتها اليصابات عندما زارتها امتلأت من الروح القدس لتفهم الذي حدث لها دون أي محاولة من قبل العذراء للدفاع عن نفسها, فقد تدخَّلَ الله لتبرئتها دون الحاجة لأن يتكلم الرضيع.
Ø لقد عودنا المسيح أن يقدم كل شيء للآخرين وليس لنفسه، هو صنع الكثير من المعجزات رحمة للآخرين، ولكنه حتى عندما جاع لم يحول الحجارة الى خبز، ولكنه أشبع الآلاف بخمس خبزات، فهو جاء رحمة للناس، أما أمر رعايته واحتياجاته، فقد تكفل بها الآب.
لكل هذه الأسباب نجد أنه لا يوجد مبرر للسيد المسيح لكي يتكلم في المهد. في الواقع، إن قصة تكلم السيد المسيح في المهد هي قصة واردة في أحد الأناجيل المنحولة (المزيفة), ضمن مجموعة من الأناجيل تُدعى أناجيل الطفولة. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، كيف وجدت قصة منحولة ومرفوضة من قِبَل المسيحيين طريقها إلى كتابكم؟ هذه القصة موجودة في “إنجيل عربي للطفولة 1: 1, 2” ومعروف أيضاً تحت اسم “كتاب يوسف قيافا”،
الكاتب /عماد حنا