لماذا يدعي عيسي ابن الله عند المسيحيين ؟

Roma

لماذا يدعي عيسي ابن الله عند المسيحيين ؟

ترددون كثيرا عبارة أن المسيح هو ابن الله، حتى في النصوص الانجيلية تستخدمون هذا التعبير سواء على لسان المؤمنين أو غير المؤمنين مثلما قال ذلك الظابط الذي شاهد صلب المسيح “حقاً لقد كان هذا ابن الله” لماذا يكون لله ابن؟ لماذا هذا التعبير الغير دقيق والذي يتنافى مع جوهر الله الوحيد الجنس الذي لا يتزاوج ولا ينجب؟
مع العلم أنني أرى أن تعبير أبن الله أفضل كثيرا من تعبير الله المتجسد، فقد سبق ووصفت التوراه أن آدم هو ابن الله ومثل عيسى كمثل آدم

الأجابة:

سؤالك هنا عن المعنى  المقصود من لفظ الأبن

بالتأكيد تعبير”الابن” في معناه البشري هو تعبير واضح ومفهوم، ولكن عندما ينسب هذا الأبن لله فهل يكون له نفس المعنى؟!! بالتأكيد لا فما هو المقصود بأن يكون لله ابن؟
وبالنسبة لتساؤل الناقد فهو يرى أنه لا مشكلة في اعتبار المسيح ابن الله، مفضلا هذا التعبير عن لفظ ان الله تجسد، لما لا والكتاب وصف آخرين بأنهم أبناء الله, وصف آدم أنه ابن الله “بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ” (لوقا3: 38) كما وصف داود بأنه ابنه “إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ” (مزمور 2: 7) وكذلك إسرائيل” لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي”(هوشع11: 1), أيضا كل المؤمنين بالمسيح دعاهم الله أبناءً “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.”(يوحنا 1: 12)
وبهذه الفكرة يكون الناقد قد ساوى يسوع المسيح بآدم وبإسرائيل (كشعب) وبداود النبي وبكل المؤمنين باسم المسيح في نفس الصفة, أن كل هؤلاء أبناء لله. فكرة آدم متساوي مع المسيح سوف نتعرض لها في سؤال منفرد لأن هذا ليس موضوعنا
وأقول أننا نتفق معك ونرضى أن نقول أن المسيح هو ابن الله، فهذا اللفظ ذكره الكتاب المقدس 48 مرة بالنص, هذا عدا المعاني المتضمنة نفس المفهوم … فهذه حقيقة لا يمكن أن نرفضها أن المسيح هو ابن الله … وهذا يأتي بنا الى الفكرة الثانية وهي:

هل بنوة المسيح تتساوى مع لفظ البنوة العام في الكتاب المقدس؟

هناك فرق كبير بين البنوة والتبني، فالنصوص التي تتكلم عن إسرائيل الابن البكر أو داود أو المؤمنين بالمسيح تتكلم عن أن الله (جعلهم) أبناء … فهذا اللفظ تعني التبني, ما عدا آدم الذي جعل ابناً بالخلق الأول فهو ابن لله كنتاج خليقته المباشرة …فهو صنيعة يد الله، وأعطاه الحياة من خلال أنفاس الله.
فهل تنطبق هذه البنوة على يسوع المسيح؟ … وهنا يأتي خلاف عميق … فنرى أن الكتاب المقدس يصف يسوع المسيح وميلاده العذراوي بأنه مولود وليس متبنى (معتبر ابناً) … اقرأ معي ما ورد في إنجيل متى في رواية ميلاد المسيح: “أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (انجيل متى 1: 18) وهنا نجد الفرق الواضح … فالمسيح ولد من عذراء, ليس من زرع رجل, وبالطبع لم ينشأ الأمر من تزاوج ولكن يقولها الكتاب ببساطة وجدت حبلى … فالمسيح ابن الله وليس مُتبنى … هذه حقيقة تفصل المسيح عن كل من وُصِفوا بأنهم أبناء الله – بما فيهم آدم – لذلك نحن نتفق على أنه ابن الله، مع التنويه على أنه ابن فريد مختلف عن أي شخص آخر.

الكاتب عماد حنا 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك